ما المطلوب من وزير الصحة ؟!

في الطريق إلى العمل .. قدّر الله علي أن أستمع إلى أحد البرامج في احدى إذاعاتنا المحليّة ، كان الحديث عن الأخطاء الطبيّة ، للأسف موضوعٌ غير مناسب لأن تبدأ به يومك ، ولكن هذا ما حدث .. شيءٌ يُنبئ بكارثة قادمة ، عشرات المتصلين خلال نصف ساعة في الطريق ونصف ساعة وأنا جالسٌ في السيارة أمام العمل فقد شدّني الموضوع - شدّاً عضليّاً لم أستطع الفكاك منه - عشرات المتصلين من كل المناطق ومختلف الأعمار واللهجات لا يُمكن أن يكونوا متفقين على طمس يومنا ووجه وزارة صحتنا المصون باللون الأسود ! أحدهم يُقسم بأنّه أخرج جدّته من ثلاجة الموتى بعد أن قرر الطبيب وفاتها ! والآخر يقول : والله لن أسامح وزارة الصحة التي قتلت والدي وسمحت للدكتور أن يغادر خارج البلاد .. ليَخرُج التقرير الذي يُدينه ويُثبت الحادثة ولكن بعد فوات الأوان ، وثالث ولكن بطل المأساة هذه المرّة هي زوجته ، ورابع وخامس و و و ، هذه المآسي من ( صباح الله خير ) أعادتني إلى ( نورا ) تلك الطفلة التي لا زالت تدفع الثمن هي ووالدتها في احدى غُرف مستشفى رفحاء العام ، هذه المآسي أعادتني إلى عشرات بل مئات المانشيتات التي يراها بعض المسؤولين حبراً ويراها القريب منها دمعاً وألماً و غَبْنًا ، هذه المآسي أعادتني إلى هذا التقرير الذي لم يجفّ مداده والصادر عن وزارة الصحة ما غيرها.. خذوه وتمعّنوه : ( كشف تقرير لوزارة الصحة ان الهيئات الصحية الشرعية نظرت ١٧٥٨ قضية أخطاء طبية خلال العام الماضي منها ٨٢٨ قضية مرحَّلة و ٩٣٠ واردة جديدة، فيما بلغ عدد القضايا التي صدرت فيها أحكام ٧٣٥ قضية. وبلغ مجموع قضايا الأخطاء الطبية المنظورة لدى الهيئات الصحية الشرعية في المنطقة الشرقية ٢٢٣ قضية خلال عام واحد، منها ٨٨ قضية مرحّلة و ١٣٥ واردة جديدة، بينما بلغ عدد القضايا التي صدرت فيها أحكام ٩٠ قضية. وفي الاحساء ٣٩ قضية، ١٣ مرحّلة و ٢٦ قضية جديدة، حيث بلغ عدد القضايا التي صدرت فيها أحكام ١٨ قضية .. . إلخ ) .
هذا المقال يُنشر وكل أبناء الوطن الحبيب والوطن الحبيب يحتفل من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه - ولله الحمد - بنجاح عملية فصل التوأم السعودي التي قاد فريقها وزير صحّتنا الفذّ - حفظه الله - ولكن هل هذا هو كل المطلوب فقط من وزير الصحة ؟!
سؤالٌ طويل بحجم الألم وتحجيم الأمل .