Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

النشيد والتجديد

النشيد والتجديد

عادت بي الذاكرة ربع قرن إلى الوراء وربما تعود بغيري لأبعد من ذلك .. حين طلب مني كتابة هذه المقالة .. التي قد يقبل البعض أن يطلق عليها مسمى مقالة نقدية .. وقد يعدها البعض مجرد هذيان لا طائل منه ..

A A

عادت بي الذاكرة ربع قرن إلى الوراء وربما تعود بغيري لأبعد من ذلك .. حين طلب مني كتابة هذه المقالة .. التي قد يقبل البعض أن يطلق عليها مسمى مقالة نقدية .. وقد يعدها البعض مجرد هذيان لا طائل منه .. على كل حال .. سأخبركم بأنني كنت أتأمل حال الوسط الإنشادي على امتداد تأريخه الذي عاصرت جزأ لابأس منه على أقل تقدير .. لأجد بأن الإنشاد بكل مقوماته .. صوتا ولحنا وأداء وآلة .. وأضيف إليه أخيرا ( صورة) .. قد شهد الكثير من التحولات التي تباينت في حجمها من مقوم لآخر .. ما بين تغير جذري .. وبين تطوير تدريجي .. فإن قلبت ذاكرة الألحان التي امتلأت بها مساحة ذوقك الفني .. لوجدت بأن النمط اللحني القديم .. قد تم الانتقال منه بطريقة شبه كليه إلى نمط جديد .. مغاير تماما لما سبقه .. بل لقد أصبح المنشدون .. أكثر جرأة حينما تناولوا ألحانا بقيت لفترة طويلة من الزمن في دائرة التحريم العرفي .. ولم تكن تلك الجرأة لتمر بسلام .. دون زوبعة أحدثتها هنا .. وجدل أثارته هناك ..
ولك أن تتساءل .. من أين جاء ذلك .. ؟
في حقيقة الأمر .. لا أملك إجابة دقيقة على ذلك ..!
لكنني أظن بأن الدماء الشابة والجديدة التي انخرطت في مجال الإنشاد كان لها أثر كبير في ذلك الأمر ..
وهؤلاء القادمون الجدد .. هم أنفسهم إحدى النقلات الحيوية التي اصطبغ بها عالم النشيد في الفترة الأخيرة .. شكلا وأداء ..
وضع خطا تحت (شكلا) !
وسامحني .. فأما شكلا فلست أود الحديث عنه .. لأنه حديث ذو شجون .. قد يغضب البعض !!
لكنه ليس سيئا على كل حال .. فهناك من أتقن الظهور وأحسن الاختيار في كامل تفاصيله .. دون الاستعانه بأربعة كيلوات من الجل وثلاثة من أحمر الشفاة !!
لقد عملت النقلات النوعية في مجال الإعلام وثورة الصورة .. على جعل هؤلاء الشباب أكثر تحسسا لطريقة ظهورهم ..
فهناك ملايين المعجبين والمعجب...
عذرا .. فلست أود الحديث عن هذا الأمر أيضا ..
لكنه بات حديث المجالس الإلكترونية ..
و ضريبة الشهرة باهضة الثمن ..
لكن دعني أهمس في أذنك بسر لاتخبر به أحدا ..
هناك أدعياء على هذا الفن ..
ساهمت الأجهزة الحديثة المتطورة .. في دفعهم إلى منصة الأضواء ..
ومنحتهم ( خبطة العمر) ..
وإن أردت معرفتهم .. تابع لقاءاتهم المباشرة ..
فإن لم تسمعه يقول حين يطلب منه أن ينشد .. ( اعذروني .. صوتي تعبان .. أنا مزكوم .. حلقي يعورني .. ما تعشيت أمس !!)
فمزق ورقتي هذه .. وألق بها في قارعة الطريق !
إضاءة :
المنشد الجميل .. جميل الروح .. جميل الطلة .. جميل الصوت .. جميل التواضع

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store