Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

«رجل إسرائيل في دمشق»

(1)

A A

(1)
ثمة تناقض أساسي لا يمكن التغاضي عنه أو التقليل من شأنه في موقف الولايات المتحدة الأمريكية من الثورة السورية. فمن ناحية، يقول الرئيس أوباما عقب لقائه برئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون: "سنواصل الضغط على نظام الأسد لتوفير الدعم الإنساني ولتحضير أرضية التحول إلى سوريا ديمقراطية من دون بشار الأسد." ومن ناحية ثانية، نراه يدعو إلى جمع المعارضة السورية مع ممثلين عن النظام في جنيف خلال الأسابيع المقبلة. وهذه كانت ولا تزال هي الخطة التي عمل الروس والإيرانيون على دعمها وتثبيتها بقوة السلاح وإقناع الأمريكان وحلفائهم الغربيين بأنها المخرج الوحيد. وقد وافق الأمريكيون عليها مؤخرا. والفرق بينهم وبين الروس والإيرانيين، هو أن هؤلاء لم يخفوا من البداية أنهم يقفون في صف الدكتاتور ضد الشعب، فيما ادعت واشنطن أنها في صف "الحرية" وأنها ضد نظام الأسد !!!
إنه تناقض لا يمكن تفسيره، إلا بفرضيتين اثنتين، الأولى هي السذاجة. وهي فرضية غير مرجحة حتى لو طبقت على شخص الرئيس، فما بالك بأجهزة دولة عظمى؟ والثانية هي النفاق وسوء النية. وهي الأرجح. لماذا؟!
الجواب قدمه مؤخرا أفرايم هالفي، الذي كان رئيس "الموساد" من 1998 إلى 2002 في مقال بمجلة "فورين آفيرز"، بعنوان: "رجل إسرائيل في دمشق". يقول إنه خلال الأربعين عاما الماضية، حافظ الأسد - الأب والابن - على الهدوء على الحدود مع إسرائيل، وأن رابين كان على وشك التوصل إلى اتفاق سلام مع سوريا في 1995، ولكن الموت عاجله. ويقول هالفي "إن الهدف الاستراتيجي الإسرائيلي مع سوريا كان دائما السلام المستقر". وهذا ما وفره الأسد دون توقيع اتفاق. وهو ما يفسر اقتصار التدخلات الإسرائيلية المحدودة على تدمير بعض الأسلحة لمنعها من المرور إلى لبنان. "فليس لإسرائيل مصلحة في تعجيل سقوط الأسد". كذلك، لا تريد إسرائيل استمرار الحرب الأهلية فترة أطول. ويخلص هالفي إلى أن "إسرائيل ستبذل كل جهودها لدعم الأسد".
(2)
أفضل ما رأيته اليوم في "تويتر" تغريدة تحوي صورة لمتظاهرين سوريين يسيرون في الشارع حاملين لافتة كبيرة كُتب عليها ما يلي: "عرض خاص من ثوار داعل... بشار... اقتل جنديًا إسرائيليًا واحدًا واحكمنا إلى الأبد".
hichem.karoui@gmail.com

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store