Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ماذا يريد حكمتيار؟!

تبنى "الحزب الإسلامي الأفغاني"، الذي يقوده قلب الدين حكمتيار، العملية الانتحارية التي نفذت يوم الخميس 16 مايو الجاري ضد قافلة عسكرية أمريكية في قلب العاصمة كابل، وأدت إلى مقتل 6 أمريكيين و10 مدنيين

A A

تبنى "الحزب الإسلامي الأفغاني"، الذي يقوده قلب الدين حكمتيار، العملية الانتحارية التي نفذت يوم الخميس 16 مايو الجاري ضد قافلة عسكرية أمريكية في قلب العاصمة كابل، وأدت إلى مقتل 6 أمريكيين و10 مدنيين أفغانيين، وجرح 42 آخرين. وصرح الناطق باسم الحزب هارون زرغون للصحافة بأنهم خططوا للعملية منذ حوالي أسبوع، وأن هناك عمليات أخرى ستُنفَّذ ضد الأمريكيين، لأن "الحزب الإسلامي" يستنكر المحادثات الجارية بين الولايات المتحدة وأفغانستان، وموضوعها صفقة أمنية طويلة الأمد سوف تُمكِّن آلاف الجنود الأمريكيين من البقاء في البلد لسنوات قادمة.
كانت العملية إذن ردة فعل عنيفة من طرف حكمتيار، الذي كان توعَّد في بداية عام 2013 بقتل أكبر عدد من جنود حلف شمال الأطلسي (الناتو) قبل انسحاب تلك القوات من أفغانستان في العام 2014.
إن هذا الشيوعي السابق الذي يُلقّبونه "المهندس" (دون أن يكون خريج هندسة) رجل طموح ومتقلب. لقد أسس "الحزب الإسلامي" في باكستان، حيث كان هارباً من حكم بالسجن من أجل جريمة قتل. وهو في نظر البعض محسوب على المخابرات الباكستانية، وفي نظر الآخرين محسوب على المخابرات الأمريكية. ولكنه في الواقع يعمل لحسابه الخاص، ويرى نفسه بلا شك رئيس أفغانستان القادم.
بعد انتصار المجاهدين (برهان الدين رباني) وسقوط النظام الشيوعي، اقترحوا عليه منصب رئيس وزراء. لكنه رفضه لأنه لم يكن يريد اقتسام السلطة مع أحد، وشرع في محاولات فاشلة للانقضاض على السلطة بالقوة. ثم عاد وقبل المنصب عام 1993. وما لبث أن استقال في 1994، وعاد إلى مهاجمة كابل بالروكيت. وفي 1996، عيّنوه مرة أخرى رئيس حكومة، ولكن حربه كانت أضعفت الدولة كثيراً، وسهلت انقضاض الطالبان عليها في نفس ذلك العام، ما دفعه للهروب مع رباني إلى الشمال.
حزب حكمتيار منافس لحركة الطالبان.
في مطلع العام الماضي، عندما أعلنت حركة الطالبان استعدادها للتفاوض لإنهاء الحرب في أفغانستان عبر مكتب ارتباط في بلد محايد (قطر)، كشف مسؤولون أفغانيون أن بعثة من "الحزب الإسلامي" التقت الرئيس حامد كرزاي ودبلوماسيين أمريكيين.
من الواضح إذن، أن حكمتيار يريد إسماع صوته، والبرهنة على أنه قوة فاعلة لا يمكن تجاهلها في أية ترتيبات مستقبلية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store