Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

هل هو حزب لبناني؟!

قررت الدخول في جلد أحد الذين يستميتون في الدفاع عن حزب الله على الفضائيات. فقلت لنفسي:

A A

قررت الدخول في جلد أحد الذين يستميتون في الدفاع عن حزب الله على الفضائيات. فقلت لنفسي:
أريد أن أصدق بحسن نيّة أن "حزب الله" يُمثِّل فعلًا حركة عربية لبنانية أصيلة قاومت إسرائيل إيمانًا منها بضرورة الدفاع عن سيادة لبنان، وليس فقط لتبرير وجودها وحملها السلاح. أريد أن أنسى العلاقة التاريخية الحميمة بين حزب الله اللبناني والحرس الثوري الايراني. أريد أن أتجاهل واقع نشر الحرس الثوري أحد ألويته في جنوب لبنان في أوائل الثمانينيات لإنشاء حزب الله، والوقوف إلى جانبه منذ ذلك الوقت. أريد أن أتغاضى عن الدعم المالي والعتاد الذي قدمته إيران لحزب الله باستمرار. أريد أن أغمض عيني عن حقيقة تعاون قوات القدس (الحرس الثوري) مع حزب الله في تدريب، وتمويل، وتسليح الميليشيات الشيعية في العراق، وفي التخطيط وتنفيذ هجمات سقط ضحاياها بالعشرات من بين المدنيين.
ولا أريد أن أعرف شيئا عن تعاون كل من قوات القدس وحزب الله في ضمان مرور شحنات الأسلحة الإيرانية إلى سوريا منذ عام 2012 على الأقل. ولا عن تعاونهما أيضًا في تدريب القوات الموالية للأسد داخل سوريا. ولن أقتنع بأن حزب الله أصبح عنصرا أساسيا في القتال المباشر في سوريا. ولا أريد أن يخبرني أحد عن الهجمات التي شنّها مقاتلوه بالتنسيق مع قوات الأسد ضد القرى القريبة من القصير وغيرها من الأماكن.
حزب الله يا جماعة هو الحركة التي أنقذت لبنان ودحرت الغزاة الصهاينة. فكيف يمكن أن يتورَّط في الجرائم؟! أريد أن أُصدِّق كل كلمة يتلفّظ بها أمينه العام السيد حسن نصر الله. باختصار، أريد أن أكون أعمى وأصم، عافاكم الله.
فكلما ورد الحديث عن حزب الله، ذكرت المقاومة. فسلاحه للمقاومة، وشرعيته شرعية المقاومة.
حسنا! ولكن هناك ما يحيرني:
لماذا المقاومة حكر على حزب الله الشيعي - الإيراني المنبت والهوى؟ أين بقية اللبنانيين؟ وأنا عشت في لبنان أيام الحرب الأهلية، ولم يكن هناك حزب الله، ولا حزب الشيطان.
لقد وجدت هذا اليوم في موقع إلكتروني لبناني واحد، وعلى صفحة واحدة، عناوين توحي جميعها بخوف اللبنانيين المتزايد من حزب الله.
وأصبح السؤال: هل هو فعلا حزب لبناني؟!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store