Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

غضب «المغفلين»

لماذا تصرُّ الصين وروسيا على تقويض كل الجهود الساعية إلى تخليص الشعب السوري من قبضة بشار الأسد، وهما تعلمان أنه سيسقط لا محالة؟!
الجواب معقّد. وباختصار، تريدان كسب الوقت.

A A

لماذا تصرُّ الصين وروسيا على تقويض كل الجهود الساعية إلى تخليص الشعب السوري من قبضة بشار الأسد، وهما تعلمان أنه سيسقط لا محالة؟!
الجواب معقّد. وباختصار، تريدان كسب الوقت.
بقيت كل من روسيا والصين في موقف غائم وغير محدّد عندما اندلعت الثورة في تونس ومصر. وتواصل التردد - بل تفاقم بشكل خاص مع اندلاع أحداث ليبيا، لأن نظام العقيد كان حليفا قديما لهما.
عندما اشتد العنف في ليبيا، تصاعدت الأصوات المطالبة بالتدخل الخارجي. وبعد تردد، لم تعترض موسكو وبكين على تبني مجلس الأمن الدولي القرار 1973 يوم 17 آذار/ مارس 2011 الذي فرضت بمقتضاه منطقة حظر في الأجواء الليبية مع السماح باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين. كان ذلك يعني عمليّا إعطاء الضوء الأخضر للحلف الأطلسي ليتدخل عسكريًا. وكان مؤدى ذلك ليس فقط انهيار نظام القذافي، وإنما بمقاييس لغة المصالح الدولية، انتهاء النفوذ الروسي في ليبيا ووقوف الصين متفرجة تقريبا.
خلفت هذه الأحداث ندما ومرارة لدى الروس والصينيين، وعبَّر قادتهم عن ذلك علنًا. فقد تمّ كل شيء باسم حلف شمال الأطلسي، وبدت الصين وروسيا "كمغفلين" وقع التلاعب بهما. لم يكسبا شيئًا من وقوفهما بجانب الثورة. ذهبت أغلب الصفقات إلى كبريات الشركات الصناعية والتجارية الغربية. وهكذا قرَّرا الوقوف ضد المبادرات الغربية في "الثورة القادمة". فكان الشعب السوري هو الضحية.
هل يستغرب أحد بعد ذلك أن تقف روسيا والصين ضد أي قرار يصدر عن مجلس الأمن الدولي ضد الحكومة السورية؟ كانت الدولتان أصدرتا بيانا مشتركا حول هذا الموضوع في أعقاب زيارة الرئيس الصيني إلى روسيا في يونيو/ حزيران 2011. وصرح كل من الرئيسين هو جينتاو وديميتري ميدفيديف آنذاك بأنهما يعتقدان "أن البحث عن تهدئة الوضع في أقطار الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ينبغي أن يكون في إطار القانون وبالوسائل السياسية. ويتوجب على القوى الخارجية ألا تحشر نفسها في عمليات داخلية خاصة ببلدان المنطقة".
هكذا، فخلال كامل الفترة الممتدة منذ اندلاع الثورة في سوريا إلى حد كتابة هذه السطور، لم يطرأ على الموقفين الروسي والصيني من الأزمة تغيير يُذكر. فهو يتلخص في ثلاث كلمات: دعم بشار الأسد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store