زاد الطين بلّة !

في خطابه بجامعة الدفاع الوطني في 23 مايو 2013، وضع الرئيس أوباما إطارًا لما سماه "إستراتيجية الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب". وقال إن بلاده اتخذت إجراءات لتنفيذ عمليات قاتلة ضد تنظيم القاعدة وحلفائه، بما في ذلك الطائرات بدون طيار. واعترف بأن هذه التكنولوجيا الجديدة تطرح أسئلة عميقة - حول من يستهدف، ولماذا؛ وعن سقوط ضحايا من المدنيين، وخطر خلق أعداء جدد، وحول مشروعية مثل هذه الضربات بموجب القانون الأمريكي والدولي؛ وحول المساءلة والأخلاق. ووصف أوباما الضربات المنفذة حتى الآن بواسطة طائرات دون طيار بأنها "فعالة وقانونية"، ولكنه أضاف: "أن أصف تكتيكا عسكريا بأنه قانوني، أو حتى فعال، فهذا لا يعني أنه حكيم أو أخلاقي في كل الحالات".
ونحن نقول: لحسن الحظ أنه على الأقل اعترف بذلك، بالرغم من أنه زاد الطين بلّة.
أتى هذا الخطاب في أعقاب فوز نواز شريف برئاسة الحكومة في باكستان إثر انتخابات 11 مايو. وهو بلد اكتوى بلظى برنامج الطائرات بدون طيار. وأتى كذلك في سياق خطوات من قبل الكونغرس لمراجعة تراخيص استخدام القوة العسكرية التي تعود إلى أحداث 11 سبتمبر 2001، ووسط مخاوف من أن دولا أخرى تريد تكنولوجيا الطائرات بدون طيار.
المشكلة أن استخدام الوسائل العسكرية دون إصلاحات سياسية قد يأتي بنتائج عكسية، عوض القضاء على الإرهاب. فما بالك حين يكون استخدام الوسائل العسكرية لنفس الغرض من طرف قوة أجنبية على تراب دولة أخرى؟
أليس من الطبيعي أن يثير ذلك المشاعر التي يثيرها في الناس أي عدوان أجنبي؟
من المشكوك فيه أن يساعد موقف الولايات المتحدة حكومة نواز شريف وجميع الذين - في باكستان وأفغانستان، أو اليمن - يحاولون معالجة مشكلة الإرهاب بالوسائل المحلية.
إن تكرار هذه العمليات التي تسفر عن ضحايا أبرياء له نتائج سياسية أخرى: فهو يثير السكان المحليين ضد الحكومة، التي تصبح محل شبهة، وتتهم حتى بالتآمر مع الأمريكيين ضد شعبها. وهو يسبب الدعوات إلى الانتقام، ويحفز مزيدا من الدعم للمتطرفين.
النتيجة: هذه السياسة المعلنة زادت الطين بلّة، ولم تحلّ المشكلة. فعندما تقتل اثنين أو ثلاثة من الأبرياء، تخلق عشرة إرهابيين جدد.