Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

اتصالات من النوع الثالث!

من الأساتذة الجامعيين من لا يقرأ. هل تصدقون؟!

A A

من الأساتذة الجامعيين من لا يقرأ. هل تصدقون؟!
خلال نقاش دار بيني وبين أحد الأساتذة الفلسطينيين حول دراسة لي تهتم بالمفاوضات مع إسرائيل، تشبّث برأيه أن الفلسطينيين لم يفاوضوا إسرائيل قبل مدريد، كما ادعيت.
عبثًا حاولت أن أقنعه بالعكس. فهو من جماعة: عنزة ولو طارت! اضطرني للنبش أكثر ومراكمة الأدلة عن الاتصالات.
يذكر محمود عباس في كتابه «طريق أوسلو»؛ العديد من الشخصيات الإسرائيلية التي كانت على اتصال بمنظمة التحرير. يأتي في المقدمة الجنرال متيتياهو بيليد، الذي فتح بمعية يوري أفنيري وأرييه ألياف وآخرين قناة مع المنظمة بواسطة عصام السرطاوي. كما يذكر تخصيصًا ثلاثة لقاءات كبرى مع حركة السلام الآن واليهود الشرقيين، أولها وقع في رومانيا في 6/11/1986، والثاني في هنغاريا في 12/6/1987، والثالث في طليطلة (توليدو) بإسبانيا في 3-5/7/1989. ويذكر خاصة عيزرا وايزمان الذي كثيرا ما جمعته به وسائل الإعلام (ولم ينف لقاءه) والذي «كاد يفقد حقيبته الوزارية» عندما التقى نبيل رملاوي في جنيف. ويخصص أبومازن بعض الصفحات ليتحدث عن الاتصالات التي وقعت بين الطرفين في وقت كان الناس في العالم العربي يعتقدون أن هذه المسألة شبه مستحيلة، مثل الزميل الفلسطيني! ويتحدث عن فترة السبعينيات تحديدًا التي رفع فيها شعاران: «مطالبة الدول العربية بالسعي لإعادة اليهود الذين هاجروا أو هجروا منها (...) والعمل على الاتصال بالقوى الإسرائيلية لإجراء حوار معها للوصول إلى السلام». ويتحدث عن لقاءات أجراها عصام سرطاوي مع عدد من الإسرائيليين بتكليف خاص منه، ما جعله (السرطاوي) يتعرض لهجومات من طرف الجميع بما في ذلك قيادات حركة فتح التي ينتمي إليها، واضطر أبومازن للدفاع عنه. واتخذ المجلس الوطني في دورته الثالثة عشرة (12-22/3/1977) قرارا «يشير إلى أهمية العلاقة والتنسيق مع القوى اليهودية الديمقراطية، والتقدمية المناضلة داخل الوطن المحتل وخارجه، ضد الصهيونية كعقيدة وممارسة». وتأكد نفس القرار في الدورات التالية وفي مؤتمر حركة فتح الخامس (3/8/1989).
وأما نايف حواتمة، أمين عام الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، فيعود بالاتصالات بين الطرفين إلى وقت مبكر سبق الدورة الثالثة عشرة للمجلس الوطني. ولا يمكن أن يجهل محمود عباس ذلك، لكنه لسبب ما، حدد سنة 1977 كإطار وطني مرجعي لانطلاق الاتصالات بين الطرفين.
فهل هذه «اتصالات من النوع الثالث»؟

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store