Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ويكيليكس مصري

تحوَّلت المشكلةُ المائيةُ التي أثارها بناءُ سدِّ النهضةِ في إثيوبيا تقريبًا إلى أزمةٍ سياسيةٍ مصريةٍ داخليةٍ، وأوشكت أن تصبحَ (أمْ لعلّها أصبحتْ) أزمةً دبلوماسيةً بين مصرَ وإثيوبيا.

A A

تحوَّلت المشكلةُ المائيةُ التي أثارها بناءُ سدِّ النهضةِ في إثيوبيا تقريبًا إلى أزمةٍ سياسيةٍ مصريةٍ داخليةٍ، وأوشكت أن تصبحَ (أمْ لعلّها أصبحتْ) أزمةً دبلوماسيةً بين مصرَ وإثيوبيا. فالقضيةُ خطيرةٌ؛ لأنَّ لها سوابقَ.
في اجتماع الحوار الوطني لعرض تقرير اللجنة الخاصة بالسدِّ الإثيوبي يوم 2 يونيو، بمشاركة رؤساء الأحزاب، وممثلي التيارات السياسية، دعا الرئيس محمد مرسي إلى الوقوف صفًّا واحدًا لمنعِ أيِّ تهديداتٍ ضد الأمن المائي المصري. وتوالت الأفكار والاقتراحات من طرف الساسة، كلٌّ يدلي بدلوه حول كيفية إيقاف مشروع السد: من نشر شائعة عن شراء مصر طائرات حربية للضغط على إثيوبيا، أو إرسال عدد من رجال المخابرات والعسكريين، إلى التدخل في إثيوبيا، أو المطالبة بدعم المتمردين ضد الحكومة، إلخ...
ما لم يعلمه الحاضرون -ربما باستثناء مرسي- أن الاجتماع يُبث على الهواء. فأخذوا راحتهم في الكلام. وفوجئ المشاهدون برؤية مشهد السياسيين يتحدّثون عن خطط لتخريب السدِّ الإثيوبي. هل يصدق أحد أن السيدة باكينام الشرقاوي، مساعدة الرئيس للشؤون السياسية، نسيت إخبار الحاضرين بأن كلامهم يُبث على الهواء؟!
اغتاظ الساسة، والحق معهم. فما كان يُفترض أن يبقى سريًّا أذيع على طريقة "ويكيليكس". ولا مفرَّ من أن يتصوّر بعضهم أنه "فخ" نُصب لهم لإظهارهم بمظهر غير دبلوماسي مع إثيوبيا.
وبما أننا ذكرنا ويكيليكس، أودُّ تذكيركم أن المسألة تغدو أكثر خطورة وحساسية؛ لأنها ليست المرة الأولى التي يظهر فيها مثل هذا الكلام على السطح. لقد نشر موقع ويكيليكس رسالة داخلية لشركة ستراتفور الاستخبارية الخاصة في عام 2010، ينقل عن مصادر دبلوماسية مصرية أن الرئيس السوداني عمر حسن البشير استجاب لطلب مصري ببناء قاعدة جوية صغيرة لاستقبال رجال كوماندوس مصريين في منطقة كورسي. ويفترض أن تستعمل القاعدة كنقطة انطلاق لأي عملية عسكرية ينفذها نظام مبارك على التجهيزات الكهرومائية للنيل الأزرق في حالة إخفاق الدبلوماسية. وفي برقية أخرى لستراتفور، نقلاً عن مصادر قريبة من مبارك وعمر سليمان، هناك تعاون وثيق بين السودان ومصر حول هذا الموضوع، وفي حالة الأزمة سيقع قصف السد وتفجيره، بكل بساطة.
وفي السبعينيات، كانت مصر فجّرت تجهيزات موجهة إلى إثيوبيا لبناء السد، في عملية في عرض البحر.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store