Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

النهضة والإخوان من حال إلى حال

في وقت ما، كان حزب النهضة التونسي وجماعة الإخوان المسلمين المصرية من أشدّ المنتقدين للثقافة والمفاهيم والممارسات الغربية، لا سيما وأن الدول الغربية كانت تدعم نظامي بن علي ومبارك.

A A

في وقت ما، كان حزب النهضة التونسي وجماعة الإخوان المسلمين المصرية من أشدّ المنتقدين للثقافة والمفاهيم والممارسات الغربية، لا سيما وأن الدول الغربية كانت تدعم نظامي بن علي ومبارك. سبحان مبدل الأحوال!
تقارن ورقة صادرة حديثاً عن مؤسسة كويليام في بريطانيا بين مواقف حزب النهضة في تونس وجماعة الاخوان المسلمين في مصر. فتذكرنا أن هناك فرقاً كبيراً بين الخطاب والممارسة. فبعد وصولهما إلى السلطة، واجه كل من حزب النهضة والإخوان حقائق مثيرة ، أدت بهما إلى إظهار مزيد من الاستعداد للتعاون والمشاركة مع الدول الغربية، في حين أبديا كثيراً من السخط على السلفية المتشددة والجماعات الجهادية في البلدين. وعلى الرغم من انتقادات وجهتها إليهما المجموعات الأكثر تطرفاً، بدا هذا الاستعداد للتعاون ضرورياً لحزب النهضة والإخوان المسلمين بسبب الحقائق الاقتصادية والسياسية التي تواجههما في كلا البلدين.
منذ عام 2011، قدمت الولايات المتحدة ما يقرب من 320 مليون دولار لتونس، والتي يعتقد أنها تلقت أيضا 4 مليارات يورو من القروض والمنح المقدمة من مختلف مؤسسات الاتحاد الأوروبي بين عامي 2011 و 2013.
وبالمثل، فإن مصر التي تواجه ظروفاً اقتصادية صعبة على نحو متزايد، تتلقى الدعم الاقتصادي والعسكري الأمريكي، الذي بلغ متوسطه على مدى السنوات الـ 33 الماضية حوالي 2 مليار دولار سنوياً. مصر أيضاً تحافظ على علاقات تجارية مهمة مع إسرائيل (خاصة في قطاع النسيج) . ومن الواضح أن أي محاولة للانقلاب على اتفاقيات السلام مع إسرائيل ستؤدي فوراً إلى إلغاء المساعدات العسكرية والاقتصادية الأمريكية.
باختصار، كل من تونس ومصر، في الوقت الراهن، تعتمد اعتماداً كبيراً على المساعدات والقروض الغربية. وأهم من ذلك اعتمادهما على الدعم السياسي الغربي للحصول على المساعدات الخاصة بالتنمية.
هذا يعني أن الطابع الإيديولوجي لحزب النهضة وجماعة الإخوان المسلمين ليس من المرجح أن يعيق التعاون والتنسيق مع القوى الغربية بشأن القضايا الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
لذلك، يستبعد أن يعمل حزب النهضة والإخوان، في أي وقت قريب، على تطبيق الخطاب الإسلاموي الذي يستنكر الثقافات والممارسات الغربية، إذ إن ذلك يعني عض الأيدي التي تطعمهم وقطع الموارد التي يوفرها لهم الغرب.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store