Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

المجلس النقدي الخليجي.. حتى أنت يا بروتوس!؟

عندما ظهرت لأول مرة ورقة النقد الجديدة من فئة الخمسمائة ريال، كانت الورقة تحتوي على خطأ إملائي، إذ كتب عليها "خمسمئة ريال"، آنذاك ظهر من يحاول أن يبرر الخطأ بقوله إن هذه الطريقة هي الأصوب لأنها الأقرب

A A
عندما ظهرت لأول مرة ورقة النقد الجديدة من فئة الخمسمائة ريال، كانت الورقة تحتوي على خطأ إملائي، إذ كتب عليها "خمسمئة ريال"، آنذاك ظهر من يحاول أن يبرر الخطأ بقوله إن هذه الطريقة هي الأصوب لأنها الأقرب إلى منطوق الكلمة، ولكن مؤسسة النقد العربي السعودي أحسنت صنعاً عندما قررت في نهاية الأمر أن تستبدل بالورقة المغلوطة ورقة جديدة بالإملاء الصحيح، ومع أن الخمسمائة ريال قد فقدت منذ ذلك الوقت كثيراً من وهجها وشيئاً من قيمتها إلا أنها على الأقل لم تعد تشتمل على خطأ صادر من بلاد العرب التي تفتخر بلغتها، لغة القرآن الكريم، وخطاب أهل الجنة.
بالأمس القريب طالعنا المجلس النقدي الخليجي في واحدة من أولى إطلالاته على الجمهور بإعلان صحفي يعلن فيه عن رغبته في تعيين عدد من "ذوو" الخبرة والكفاءة في تخصصات مختلفة، ولعلي أطالب المجلس الموقر بأن يبدأ بتعيين مدرس لمادة القواعد في المستوى الابتدائي ليشرح للمسئولين في الصندوق أن "من" حرف جر يجر ما بعده ولو كان جبلاً، وأن "ذو" من الأسماء الخمسة، وجمعها "ذوو" وهي تجر بالياء فتصبح "ذي" إن كانت مفردة و"ذوي" إن كانت جمعا!!
قد يقول قائل دعك من الفلسفة، وما الفرق بين ذوي وذوو؟ وهذا المجلس سوف يهتم بالعملة الخليجية الموحدة ولن يكون من بين اهتماماته العناية باللغة وأصولها، والمهم أن الرسالة قد وصلت إلى الراغبين في التوظف وكثير منهم قد لا يعرف الفرق بين ذوو وذوي.
وأجيب بتذكيرهم بقول النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه"، وإن روح الإتقان في العمل كل لا يتجزأ، فلا يستطيع من يكون مهملاً في جانب من جوانب العمل أن يوحي لنا بالثقة في بقية جوانب عمله، وأقول لهم أيضاً أيجرؤ أحدكم أن يرتكب مثل هذا الخطأ لو كان يتحدث الانجليزية فلماذا إذاً نعتبر أن حائط اللغة العربية أقل ارتفاعاً من سواه، وأن تخطيه مقبول وتخطي غيره مذموم؟
وأخيراً أضيف إن إعلان المجلس النقدي الخليجي في صحف واسعة الانتشار في الوطن العربي كان من أوائل إطلالاته على الجمهور، وكان الأجدر بالقائمين على المجلس، وبوكالات الإعلان المتعاملة معه، وبالصحف التي نشرت الإعلان أن تكون أكثر حرصاً على المجلس من أن تشوه وجهه هنة مثل هذه كان يمكن، بل كان يجب، تفاديها.
يا إخوتنا، اللغة العربية عرضنا وشرفنا وموضع فخرنا واعتزازنا، أرجوكم أن تحرصوا عليها فإنها تستحق منكم بضع دقائق إضافية من التدقيق والاجتهاد.
للتواصل : afcar2005@yahoo.com
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store