الطفولة السعودية في الأمم المتحدة

قبل أيام احتفلت الأمم المتحدة بمرور خمسة وعشرين عامًا على توقيع الاتفاقية الدولية لحماية الطفل، ولقد كان لوفد المملكة العربية السعودية مشاركة فعالة حيث أقام الوفد بالتعاون مع وفدي إيطاليا وجامايكا حدثًا جانبيًا تحدثت فيه الوفود الثلاثة عن إنجازات بلادها خلال الخمسة والعشرين عامًا الماضية وكذلك عما تواجهه هذه الدول من تحديات في مجال رعاية الطفولة كما شاركت في المناسبة وفود من النرويج والبحرين وتونس والمغرب وبالاو وغويانا وغيرها من دول العالم وكذلك شاركت منظمة رعاية الأسرة وهي منظمة غير حكومية تسعى إلى تعزيز دور الأسرة في النسيج الاجتماعي وأكدت خلال عرضها على أهمية مشاركة الوالدين في رعاية الطفولة وان غياب أحد الوالدين إما جسمانيًا أو عاطفيًا غالبًا ما تكون له آثار سلبية على نشأة الطفل وكيفية تبلور شخصيته.
كان من أهم المشاركات الملفتة للنظر مشاركة الأطفال السعوديين حيث ألقت الطالبة رناد تركستاني كلمة كانت مكتوبة بطريقة برايل، وألقى الطالب فهد الحاذور كلمة من على كرسيه المتحرك قال فيها إن المعاق هو من شلت أحاسيسه ومشاعره وليس من شلت أطرافه، وألقى الطالب محمد العريفي كلمة مرتجلة بلغة إنجليزية طلقة تحدث فيها عن إنجازات المملكة في مجال رعاية الطفولة، ولقد لقيت مشاركات هؤلاء الأطفال استحسانًا واسع النطاق بين المشاركين.
لقد كان من حسن الطالع أن تصادفت هذه المناسبة مع صدور النظام الخاص بحماية الطفولة في المملكة وهو نظام يشكل نقلة نوعية في هذا المجال خاصة وأنه التزم بالتعريف العالمي للطفولة وهو من كان عمره دون الثامنة عشرة، واعتبر أن حرمان الطفل من التعليم إساءة تستوجب العقاب كما ألزم عموم الناس بضرورة الإبلاغ عن حالات الإساءة إلى الأطفال أيًا كان مصدرها، ولعل هذا النظام يكون مقدمة نحو صدور تشريعات تتضمن إلزامية التعليم لحد سن الثامنة عشرة ومنع الزواج من القاصرات اللائي في سن أقل من الثامنة عشرة وغيرها من الموضوعات التي ينبغي استكمالها حتى ينتظم عقد حماية الطفولة في بلادنا.
الأطفال هم ابتسامة الحياة، والأمل المشرق في مستقبل أفضل ورعايتها ليست واجبًا فحسب وإنما هي متعة لمن وفقه الله إليها.