Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

سوريا .. إلى أين؟

بدا محاوري متجهمًا متشائمًا وهو يتساءل: هل انتهت الثورة في سوريا؟ وهل أصبح من الضروري التعايش مع بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة إلى أجل غير مسمى؟

A A
بدا محاوري متجهمًا متشائمًا وهو يتساءل: هل انتهت الثورة في سوريا؟ وهل أصبح من الضروري التعايش مع بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة إلى أجل غير مسمى؟ ألا نرى أن الأمريكان قد تكفلوا بالقضاء على المقاومة المتطرفة مفسحين المجال أمام قوات النظام لتقضي على المقاومة المعتدلة؟.
قلت له: إن الأمور لا تقاس بما تبدو عليه في لحظة من الزمن وإنما بمسيرة تيار من الأحداث، والصورة الشاملة هي أن الشعب السوري الذي ثار قبل أكثر من ثلاث سنوات بصدور عارية وبحراك سلمي مازال يقاوم في حلب وفي إدلب وفي درعا وفي دمشق وفي كل بقعة من بلاد الشام، وذلك بالرغم من سقوط مئتي ألف شهيد وتشريد عشرة ملايين لاجئ ونازح وإصابة مئات الآلاف، حتى لم يعد في سوريا بيت ولا أسرة إلا وقد قدمت شهيدًا أو جريحًا أو معتقلًا أو نازحًا، أفبعد هذا الشلال من الدماء يمكن لأحد أن يتخيل إمكانية استمرار الأسد في التربع على عرش من الجثث والجماجم؟
ولو افترضنا جدلًا إمكانية ذلك فهل يستطيع الرئيس الأسد أن يقنع حلفاءه في طهران وموسكو أنه قادر على أداء الدور المنوط به وهو يواجه بالعداء من جيرانه ومحيطه العربي؟ لقد اقتنع قياصرة موسكو وملالي طهران أن الأسد لم يفقد فقط شرعيته وإنما فقد أيضًا فعاليته ودوره، ولم يبق إلا التوصل إلى إخراج يحفظ ماء الوجه ويحافظ على ما تبقى من أطر النظام وأركانه.
قال محاوري: وماذا يهمنا إن سقط الأسد أو لم يسقط؟ قلت إن سقوط الأسد أو بقاءه مسالة يقررها الشعب السوري ولا نقررها أنا أو أنت، أما ما يهمنا في ذلك فهو الأمر ذاته الذي يهمنا في العراق وفي لبنان والأردن واليمن والبحرين وأفغانستان، وهو ألا تقع هذه الدول فريسة للهيمنة الإيرانية خاصة وأن الثورة الإسلامية في إيران لم تبرز لنا مشروعًا تنمويًا حضاريًا فكريًا مضيئًا وإنما مشروعها هو مشروع رجعي ظلامي خرافي ثيوقراطي لم يحقق في إيران إلا البؤس والعزلة، وقديمًا سادت في أمريكا روح الانعزالية مدفوعة بالشعور بالطمأنينة أن أمريكا يحدها محيطان كفيلان بحمايتها من الأخطار، وإذا باليابان تباغت أمريكا بهجوم ساحق على بيرل هاربر أوضح بجلاء أن المحيطات وليس فقط الخلجان لا تكفي لحماية الأوطان من أصحاب الأيدولوجيات المتحجرة.
سوريا تهمنا ليس لأن السوريين هم إخواننا في العروبة والإسلام فحسب، بل لأن الدفاع عن سوريا هو دفاع عن بلادنا حتى لا نؤكل يوم أكل الثور الأبيض!!.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store