Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

لقاءات الملك سلمان بالمثقفين والصحفيين.. بوح تلقائي على بساط حرية الرأي

No Image

تميزت علاقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - بالمثقفين والمفكرين والصحفيين والإعلاميين بالصداقة والتقارب، ويتجلى ذلك من خلال متابعة جلالته لكل ما تخطه أقلام الكتاب والم

A A

تميزت علاقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - بالمثقفين والمفكرين والصحفيين والإعلاميين بالصداقة والتقارب، ويتجلى ذلك من خلال متابعة جلالته لكل ما تخطه أقلام الكتاب والمفكرين في وسائل الإعلام المختلفة، وحرصه على مناقشتهم مع التأمين على مبدأ حرية التعبير، فضلًا عن استصحابه إياهم في رحلاته الخارجية المختلفة، بما أتاح لعدد كبير منهم الاقتراب من جلالته والظفر بلحظات مناقشة في موضوعات عديدة.. «الأربعاء» استجلى بعض هذه اللحظات التي جمعت بين الملك سلمان - حفظه الله - وبعض المثقفين والإعلاميين، في سياق هذا الاستطلاع..

عاشق الثقافة والتاريخ

ويصف الدكتور عبدالله المعطاني، عضو مجلس الشورى، لحظة التقائه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -يحفظه الله- والظروف التي هيأت له ذلك اللقاء، بقوله: كان ذلك حينما كانت السيارة تنهب بنا الطريق بين الرباط وطنجة في يوم الجمعة الذي سبق موت فقيد الأمة سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله-، وكنا اثنين أدركتهما حرفة الأدب، الأستاذ القاص عبدالناصر وأنا برفقة مثقف السفراء وأديبهم وسفير الأدب والثقافة الدكتور محمد البشر الذي يمثل وجها مشرقا ونافذة مضيئة بين السعودية والمغرب كانت السيارة تطوي الأرض التي يفوح منها عبق التاريخ وتسمع فيها قعقعة النضال وصليل سيوف لعب الناشئين وهم يحملون على أكتافهم مسؤولية صنع التاريخ اتجهنا إلى قصر الأمير بطنجة فوجدنا قبلنا لفيفا من الأدباء والفضلاء ورجال الدولة من البلدين الشقيقين، وبعد حين من الزمن أقبل علينا الأمير سلمان بن عبدالعزيز يتمنطق بسيف العز ويتهلل بوجه الإشراق فرحب بالجميع حينها لا أعلم لماذا خطر ببالي قول زهير بن أبي سلمى:
تراه إذا ما جئته متهللا
كأنك تعطيه الذي أنت سائله
فهنيئا لنا بهذا الملك الفذ وهنيئا للوطن بهذه القيادة الحكيمة مجددًا البيعة والولاء لقيادتنا الرشيدة يحفظها من كل مكروه ويديم علينا نعمتي الأمن والأمان اللهم آمين. ويواصل المعطاني حديثه بتصوير تلك اللحظة مضيفًا: تقرأ في وجه الملك سلمان بريق المجد، ومدارات الحكمة، وعصارات التجارب، وحشدًا كبيرًا من حكايات الزمن، لتصبح المعادل الحقيقي لقيمة ومكانة الملك من خلال التجوال بكل من سمعه ثقافيًا وتاريخيًا وسياسيًا، يبهرك - حفظه الله - بهذه الثقافة التي تضج بالإبداع والسمو والرفعة.
ويتابع المعطاني حديثه مستجليًا أهم المحاور التي كان يركز عليها الملك سلمان ويحرص على الاستفاضة فيها قائلًا: كان يعشق الثقافة والتاريخ ولي موقف مع مليكنا الغالي سلمان من خلال أهدائه كتابين من كتبي عن الأندلس وهما «ابن شهيد الأندلسي جهوده في النقد الأدبي»، و»قراءة جديدة للموشحة الأندلسية أنشودة الشعب وأغنية الحرية» فحينما رآهما قال: هل تعلم بأنني عاشق للأندلس، وبدأ يتكلم بلغة المثقف المتمعن في تاريخ الأندلس الملم بشؤونها وشجونها، وكان يحضر الجلسة والي طنجة الذي انبهر من ثقافة الأمير وسعة اطلاعه، وخاصة حينما انحرف مسار الحديث إلى تاريخ المغرب ومجتمعها وطبائع أهلها. حقًا إنه الملك سلمان المثقف الإنسان الذي تتسامى إليه القلوب بطرف المحبة والتقدير والاحترام.
مختتمًا بقوله: إن الملك سلمان كتاب مفتوح ناصع كوجهه، لقد رأيت أمامي الملك سلمان بن عبدالعزيز يتسامق كقامات النخل في مهب المعارف والعلوم والتاريخ والأدب والثقافة العقلية ويمتلك قدرة فائقة على التحليل والطرح العميق والرؤية الثاقبة، أدهشني وأدهش غيري من السامعين بهذه الموسوعية الحاضرة والقصص النادرة والتمكن من قراءة الأحداث وخاصة ما يتصل بتاريخ المملكة العربية السعودية فقد عجمته السياسة وصقلته التجربة الطويلة يحفظ الله وطننا الغالي بولاة أمره وشعبنا السعودي الأبيّ.

إشارة صريحة
ومن مواقع مرافقته لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - في إحدى المناسبات، فالكاتب والإعلامي المعروف صالح الشيحي تلك اللحظة بقوله: من التقاليد الحسنة التي أطلقها الملك سلمان حينما كان وليًا للعهد اصطحابه لعدد من الكتاب في زياراته الرسمية، كان الأمر على مدى عقود طويلة يقتصر على اصطحاب رؤساء التحرير، لكن التغيير اللافت هو إعطاء قادة الرأي العام في البلد فرصتهم لمرافقته.. والاستماع له ومحاورته عن قرب. ففي إحدى الزيارات التي تشرفت بمرافقته استهل حديثه معنا بقوله «رحم الله امرأ أهدى إليّ عيوبي».. وكان في ذلك إشارة صريحة إلى أن كل ما يُكتب يُقرأ بحذافيره، وأن كل ما تنشره الصحافة يتم التحقق منه أو هكذا يفترض فإن كانت هناك أبواب مغلقة في مكان ما فعنوانه واضح تستطيع مراسلته متى شئت. باختصار هو ملكٌ ملهمٌ وأمةٌ في رجلٍ يحفظه الله.
ويضيف الشيحي مستعرضًا أهم ما يميز الملك سلمان يحفظه الله-: الملك لديه مزية نادرة وهي أنه قارئ مطلع بشكل لافت، وبالتالي يرتبط بعلاقة واسعة إعلامية قلما تجد كاتبا لم يحظَ بتفاعل الملك مع ما كتب، إما باتصال أو لقاء أو خلال مناسبات عامة كل هذه الأمور تطمئنا بأن الإعلام المحلي يشهد نقلة نوعية ومميزه وسيستمر الاعلام السعودي في تقديم نفسه بشكل منافس وقوي أمام تحديات الاعلام العربي. وأتمنى أن نشهد إعلامًا سعوديًا يواكب مكانة البلد الاقتصادية والثقافية والسياسية والدينية. ولا شك أننا بحاجة إلى إعلام قوي والملك يحفظه الله سيولي ذلك عناية خاصة، ومتفائلون بأن الإعلام سيقفز إلى مستويات عالية بإذن الله خصوصًا في ظل وزير نشط الدكتور عبدالعزيز الخضيري، واتمنى أن تتواصل تحولات الإعلام السعودي الإيجابية في هذا العهد وهو صديق الإعلاميين - يحفظه الله -.
نصير الفكر.. وداعم الثقافة
ويقول المؤرخ والشاعر حجاب بن يحيى الحازمي: إن حديثي عن الجانب الثقافي وعلاقتي الثقافية بالملك سلمان بن عبدالعزيز نصير الثقافة والمثقفين والفكر والمفكرين ليس في المملكة فحسب بل في كل أنحاء الوطن العربي، فاهتمامه المتواصل بهذا الجانب خلق له كثير من العلاقات الإيجابية مع كافة أطياف هذه الشرائح، وقد كانت لي معه ثلاثة مواقف؛ كان أولها في عام 1410هـ حينما زرناه في مكتبه يوم أن كان أميرًا لمنطقة الرياض بعد انعقاد مهرجان الشعر العربي الخليجي فاستقلبنا خير استقبال وأكرمنا خير كرم، وهو أمر غير مستغرب من منبع الكرم والجود، وناقش معنا العديد من الجوانب الثقافية والأدبية ووجدنا فيه سعة الاطلاع وقوة الطرح وحضور المعلومة، وقبل أن ينفض مجلسنا تقدمت إليه لأهديه بعض مؤلفاتي فتناولها مني، وقلّب بعض صفحاتها بوعي وروية ونظر في موضوعاتها نظرة فاحصة وعاجلة، وقال لي ولمن كان معي: ليتني أرى معظم أبناء الشعب السعودي مثلك يهتمون بالكتابة والتأليف عن شؤون منطقتهم الجغرافية وتاريخها، ولو أن كل واحد من أبناء هذا الوطن كتب عن منطقته لكان ذلك أمر مفيدًا لثقافتنا وأدبنا وتاريخنا. وكانت تلك الكلمات من الحوافز التي حفزتني على الاستمرار في الكتابة والتأليف، فهو من يدعم المثقفين دائمًا ويرعاهم دومًا.
ويتابع الحازمي حديثه مضيفًا: وكان الموقف الثاني الذي جمعني مع الملك سلمان حينما شرفت بالانضمام إلى مجلس أمناء مؤسسة الشيخ حمد الجاسر الثقافية والتي يرأسها الملك سلمان، ويجتمع بأعضائها مرة في العام، وقد كان آخر اجتماع لنا قبل 10 أيام في ديوانه حين كان وليًا للعهد، واستمعنا إلى توجيهاته السنوية للنهوض بهذه المؤسسة الثقافية، وتناقشنا معه على الرغم من مشاغله والتزاماته الكثيرة في جوانب ثقافية عديدة منها ما يتعلق بالوضع الثقافي للمملكة والمثقفين ووضعهم الحالي والمستقبلي، أما الموقف الثالث فقد كان يوم أن شرفت بتكريمه وحظيت بجائزته التي تمنح كل عام عن دارة الملك عبدالعزيز وهو الذي سبقنا لخدمة تاريخ الجزيرة العربية عبر سنوات طويلة من العمل من خلال هذه الدارة، وكان حديثه المشجع والداعم الأول لي لمواصلة إنتاجي الثقافي والتاريخي، فقد تسلمت منه تلك الجائزة وأنا أشعر بالتقصير تجاه هذا الوطن الذي قدم لنا الكثير ولم نوفِه حقه كمثقفين وأدباء ومؤرخين وغيرهم.
ويختم الحازمي حديثه بقوله: إن الملك سلمان هو نصير الفكر والمفكرين وداعم المثقفين الأول في بلادنا الغالية ودائمًا ما يولي هذه الشريحة العناية التامة ويرعاهم رعاية كبيرة، وكان يتحدث عنه بعض المثقفين والإعلاميين والمؤرخين فيقولون: إنه دائمًا ما يسبقنا إلى الاتصال بنا ومناقشتنا فيما نكتب ويتبادل معنا الرأي والمشورة وتبهرنا ملاحظاته التي نستفيد منها في مجالاتنا المتعددة، فالملك سلمان -يحفظه الله- لهذا الوطن المعطاء هو رجل السياسة الأول ورجل من رجالات الثقافة يدعمها ويدفع مسيرتها للأمام دائمًا.

الثنائية المتلازمة
ويتناول الكاتب والصحفي سهم بن ضاوي الدعجاني علاقة المليك بالصحافة بقوله: إن علاقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بالصحافة واضحة كل الوضوح لكل مهتم بالبحث عنها، فقد عرفتها ولمست شيئًا منها من خلال الاستماع لحواراته المفتوحة مع الصحفيين في عدد من الاحتفالات المؤسسية لصحافتنا المحلية، تلك الحوارات التي اختصرت المسافة بين السلطة والصحافة في بلادنا حتى أنه أطلق على نفسه في أحد حواراته المفتوحة مع رجال الإعلام السعوديين قائلًا: أنا رئيس تحرير ناقد، والكل يعرف قدرة هذا الملك على القراءة والمتابعة فكيف به ناقدًا وفاحصًا!! ودائمًا ما ينوه هذا الملك القائد بدور الصحافة في نقل وإبراز الإرث التاريخي والتراث الوطني للمملكة العربية السعودية، وإسهام الصحافة في التشكيل الثقافي، وحفظ معالم الهوية الوطنية، واطلاع القراء على ما تزخر به المملكة من حراك تاريخي على مراحل مختلفة من الزمن.
ويستطرد الدعجاني مضيفًا: كما أنني لست في حاجة إلى بيان علاقة هذا الملك العظيم بالمثقفين في بلادنا أو خارجها، فكم مرة زار مريضهم وواسى مصابهم، إن الصحافة والثقافة ثنائية متلازمة في مدرسة الملك سلمان بن عبدالعزيز الإدارية، فالصحافة مرآته والثقافة مشورته ومنبع آرائه وأفكاره التطويرية.

حب الثقافة
ومن جانبه يقول الدكتور أحمد عمر الزيلعي، عضو مجلس الشورى، وأستاذ الآثار بجامعة الملك سعود: عشق الملك سلمان بن عبدالعزيز للثقافة عامة وللتاريخ خاصة حيث تولد عنده منذ نعومة أظفاره ومقتبل شبابه وصباه، ذلك أنه تربى في مدرسة والده الملك عبدالعزيز - رحمه الله -، وكان كل ما حوله ينبئ بالتاريخ وبأخبار الماضي وأحداث الحاضر القريبة من سني مولده ونشأته وما فيها من أخبار عن جهود الوالد في توحيد المملكة وعن علاقاته مع أحداث زمانه كانت ولا تزال قريبة العهد بذاكرة الشاب سلمان المتقدة ذكاء ونباهة، يضاف إلى ذلك شغفه بالقراءة الحرة لدرجة الإدمان، فقد علمت أنه كان على اطلاع واسع على المجلات الثقافية التي كانت تصدر في لبنان ومصر وعلى رأسها مجلة الهلال التي كان يقرأها من الجلدة إلى الجلدة، وله شغف كبير في اقتناء الكتب حتى تكونت لديه مكتبة تعد من أكبر المكتبات الخاصة في المملكة، ومن أكثرها غنى بكل ماهو نادر ومفيد في مختلف المعارف الإنسانية، وهذا الاكتناز المعرفي وحب القراءة والاطلاع واقتناء الكتب الذي لازمه حتى اليوم على الرغم من مشاغله كل ذلك جعل من الملك سلمان واحد من اكثر الشخصيات حبًا للثقافة والتصاقا بالمثقفين من سعوديين وغير سعوديين، فكان - حفظه الله - يدعوهم ويحتفي بهم ويمازحهم ويحاورهم فيما يطرحون ويناقشهم فيما يكتبون، وكانوا كثيرًا ما يستفيدون من أفكاره النيرة.
ويختم الزيلعي حديثه كاشفًا عن علاقة الملك سلمان بالتاريخ، قائلًا: أما حبه للتاريخ والمؤرخين فحدث عنه ولا حرج. وللملك سلمان - حفظه الله - أفضال جلية على التاريخ والمؤرخين ليس أقلها رئاسته لمجلس ادارة دارة الملك عبدالعزيز التي نهض بها نهوضًا غير مسبوق ودعمها ودعم مشروعاتها البحثية بكل ما يملك.

شخصية فريدة
ويشارك الأديب الدكتور عبدالعزيز الثنيان بقوله: لقد عرف عن الملك سلمان طريقه إلى قلوب الناس من ترفقه بهم ورحمته ورقته يسأل عن مرضاهم ويواسي مصابهم ويهاتف إن كان في سفر ويزور إن كان في حضر وحين يزور الناس في دورهم يشعر الجميع بأنه قريب منهم وأنه يعرف نوادرهم ويخبر أسرهم وذويهم. إن الملك سلمان -حفظه الله- شخصية فريدة يحترم الوقت، فقد أمضيت عشر سنوات مديرًا لتعليم الرياض، ولم يحدث أن ورد إلينا من إمارة الرياض توجيه رسمي أو شفهي بالتدخل في شؤون إدارة التعليم كتعيين مدير مدرسة أو موجه أو استئجار مدرسة أو شراء أرض أو إنجاح طالب أو الاستجابة لرغبة شيخ عشيرة بفتح مدرسة بقريته أو هجرته. لقد كنا نجد السند والمؤازرة في كثير من الأمور الإدارية والإجرائية. وعلمنا الملك سلمان -حفظه الله- أهمية الوقت واحترامه، فقد كان يتصل في بداية الدوام مستفسرًا عن بعض الأمور، ويُشعرنا اتصاله بأهمية الحضور المبكر للعمل.

اهتمام وتجاوب
وعلى ذات المنوال المشيد بالثقافة الكبيرة التي يتمتع بها الملك سلمان يقول الدكتور ناصر البراق، الملحق الثفافي بالمغرب سابقا: الملك سلمان - حفظه الله - قامة ثقافية ومرجعية تاريخية؛ ولا يتأتى ذلك المخزون الثقافي والتاريخي والمعرفي لأي انسان ما لم يكن مواكبًا للمستجدات المعرفية عبر ما يطرح في الكتب ووسائل الاعلام المحلية والخارجية. كما أن القراءة والمتابعة للمستجدات الثقافية لا تتأتى إلا لمن لدية القدرة في التحكم في الوقت.
ويمضي البراق مضيفًا: والملك سلمان يعرف جيدا قيمة الزمن وجميع الذين اشتغلوا معه يعرفون جيدا دقته في مواعيده وحضوره وانصرافه. بل إن ما يثبت عمق الملك سلمان الثقافي هو مناقشته للمثقفين في تفاصيل مؤلفاتهم وللكتاب في مقالاتهم وهذا مؤشر أنه يتابع ما يطرح ثقافيا باهتمام بالغ ويتحدث عن دراية واهتمام. كما أن دارة الملك عبدالعزيز التي يرأس الملك سلمان مجلس إدارتها دليل على اهتمامه بتاريخ الجزيرة العربية بكل مكوناتها وكذلك اهتمامه بمستقبلها؛ فحينما كنت أعمل ملحقا ثقافيا في المملكة المغربية حصلت الملحقية الثقافية بالرباط على وثيقة تاريخية عبارة عن خبر أذيع في إذاعة برلين الألمانية في الثلاثينيات من القرن الماضي، وتتحدث عن الاستقرار الأمني والازدهار الاقتصادي الذي باتت المملكة العربية السعودية تتمتع به؛ فأرسلناها للملك سلمان وتلقينا تجاوبا واهتمامًا بالغًا من دارة الملك عبدالعزيز بهذه الوثيقة؛ وبالتالي فالفضاء الثقافي بالمملكة العربية سيستمر في تألقه وتأثيره فيمن حوله وسيجد من يحتضنه ويدعمه ليواصل تألقه المعهود.

ذائقة نقدية
ويرى الكاتب حماد السالمي أن الملك سلمان - رعاه الله - هو عميد المثقفين واﻹعلاميين في المملكة.. وهو قارئ من الدرجة اﻷولى وسعة اطلاعه جسرت علاقته باﻹعلاميين والكتاب والمثقفين داخل المملكة وخارجها وامتاز تبعا لذلك بذائقة نقدية يعرفها كتاب الرأي في الصحف ومؤلفو الكتب وخاصة ما تعلق منها بالمملكة والجزيرة العربية وأنا واحد من الكتاب والمؤلفين الذين التقوا جلالته في عدة مناسبات وحضروا مجلسه الذي يتحول إلى مناظرة تاريخية لتاريخ هذه البلاد على وجه خاص. وفي مكتبه بإمارة الرياض كان يتحدث إلينا وكأنه يقرأ من كتاب مدة طويلة وقد أدهشني استيعابه لكثير من القضايا والمواقف في المملكة والخليج. وعلى صعيد آخر فهو متابع جيد لما ينشر ويذاع ويبث وله عادة إيضاحات وتنبيهات أبوية كنت أستقبلها بكل صدر رحب.
ويضيف السالمي: ويمتاز مليكنا المفدى سلمان كذلك بحبه للوسط الإعلامي والثقافي وحرصه على رؤية الكل والتحدث إليهم وله ذاكرة جيدة في معرفة اﻷشخاص وقياس درجة التفكير عندهم كما أنه ممن يشجع المؤرخين واﻷدباء ويدعم أعمالهم ولو لم يقدم جلالته للتاريخ سوى دارة الملك عبدالعزيز التي أنشأها ودعمها ورعاها لكفاه ذلك.. ندعو الله أن يوفقه ويأخذ بيده ويرزقه البطانة الصالحة ﻹكمال المسيرة التي بدأها مع أخيه الملك عبدالله - رحمه الله- .
ويقول فاروق صالح باسلامة: يتطلع رجال الأدب والعلم والثقافة نحو مليكهم الغالي سلمان بن عبدالعزيز - أيّده الله ورعاه - بالعديد من الأماني والرجاءات التي من شأنها الرقي بعالم الثقافة في البلاد، وتجديد البيعة له - حفظه الله - في التحام ثقافي واجتماعي بين الشعب وقادته. وأن يشملهم كعادته بكرمه لهؤلاء الذين بايعوا له بالولاء والطّاعة. وبذلك يبدو الإشراق من جديد للساحة الثقافية، وخروج جديد إلى دائرة الضوء والعلم والأدب والثقافة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store