أصوات الزامل.. موروث شعبي للتعبير عن الفرح والحزن

تتميز عسير بأصوات الزامل الغنائية وتتفرد بالطرب ذي الأنواع الثلاث “زامل الترحيب والحرب والحزن” وأصوات الزامل تبدأ بطلب ورجاء من الله أو إلقاء التحية والسلام على المستقبلين او الضيوف أو إيذانًا وحماسًا للحروب في الحياة القديمة يصاحبها رمي بالأسلحة النارية وعروض ورقصات خاصة بها. ويطلق صوت الزامل من قبل مجموعة بصوت واحد وبمستوى واحد وبتناسق في اللحن في صف واحد بمعنى يعرفه الجميع. ففي منطقة عسير خاصة تكون هناك عدة ألحان لصوت الزامل على الرغم من أن هناك من يعتقد ان صوت الزامل بدأ يتجه في طريق الاندثار إلا أننا نرى انه يرجع لقوته وأصالته في احتفالات أبناء المنطقة العامة. ومن المواطنين من يرى ان البعض من الشباب وصفوها بالأقلية لا تجيد الغناء بصوت الزامل في ظل استماعهم الدائم لبعض الأغاني التي تصاحبها موسيقى صاخبة وبعض المعازف المحرمة، مما أثر فيهم ولا يمكنهم من الحفاظ على هذا الموروث الشعبي المتميز. ولما يحمله صوت الزامل من تعبير ورسائل تساعد على فهم المقصود بطريقة شعرية ومختصرة في بيتين فقط من الشعر الشعبي فإنها تنقسم إلى ثلاثة أنواع منها: زامل الترحيب الذي يردده الناس والذي يعبر عن الفرح والسرور في مناسبات الزواج والحفلات الخاصة التي تكون موضع اهتمام بين الناس مع تقديم بعض العرضات والرمي بالرصاص من الأسلحة النارية، وزامل الحرب والذى يعبر عن دعاية سياسية وحرب نفسية تهز النفوس وتكسر حاجز الصمت فتسبق الحرب الفعلية أو تليها لتعطي حماسا وإثارة للحرب، وأخيرا زامل النفس أو “زامل الحزن” وهو للتعبير عن موقف مؤثر يخص شخصا واحدا فقط يردده في وقت يكون مع خلوة بنفسه يتذكر مع نفسه قريبا له أو صديقا عزيزا فقده أو يشتكي من بعض همومه الخاصة ومعاناته في الحياة.