بدر كريم .. وثق زيارات الملوك الخارجية ورئاسة "واس" حرمته النوم

على الرغم من رحيل المذيع بدر كريم عن الدنيا إلا أن اسمه لا يزال محفورا في الذاكرة الإعلامية السعودية بمداد من نور، فقد أخلص في أداء رسالته خلال مسيرته العملية التي استمرت 40 عاما قضاها بين عمله مذيعاً ومعداً ومقدماً للعديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية، فقد كان يعد ويقدم العديد من البرامج الوثائقية التي وثـّقت زيارات الملك فيصل، والملك خالد، والملك فهد - رحمهم الله - إلى مختلف دول العالم في إطار علاقات التعاون والصداقة بين المملكة وتلك الدول.
وقدم كريم برامج إذاعية جذبت أعدادا كبيرا من المستمعين إليها لما تحويه من مادة إعلامية ثرية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر برنامج «ضيف الليلة» الذي استضاف فيه العديد من الشخصيات في مجال السياسة والأدب والفن، ومنهم الأمير الشاعر الراحل عبد الله الفيصل ، والفنان محمد عبد الوهاب، والفنانة هيام يونس.
وظل بدر يركض بهمة ونشاط في عمله الإعلامي يدفعه حبه الشديد لما يقوم به، يقدم نشرات الأخبار وبرامج مثل ركن الصحة،وألف مبروك الذي كان ينتظره المستمعون ليلة كل جمعة، حتى توج مسيرته بتقلده إدارة وكالة الأنباء السعودية، حتى أنه كان لا ينام من الليل إلا قليلا لعظم المسؤولية الملقاة على عاتقه.
ووفقا لا بنه ياسر فقد كانت أهم مرحلة في حياة الراحل حصوله على الشهادة الابتدائية، مشيرا إلى أن أول شخصية إعلامية تعامل معها والده حمزة بوقري ثم عبدالله بلخير.
وأكد ياسر، أن والده كان حريصا على التواصل مع فريق العمل في الوكالة ومتابعة سير العمل أولاً بأول في كل الأوقات، في رمضان وغيره، مضيفا: إذا اقترب وقت المغرب في رمضان أخذ قسطاً من الراحة وخرج إلينا يردد آيات القرآن الكريم ويتابع النقل التلفزيوني لصلاة المغرب، ويتناول معنا الإفطار ثم يأوي إلى فراشه لينام ساعة أو ما يقرب من الساعة بعد الإفطار.
ولفت إلى أنه بعد تقاعده - رحمه الله - تفرغ للبحث والتحصيل العلمي استعداداً لنيل شهادة الدكتوراه، وكتابة مقالاته الصحفية.
وعن طبيعة عمل بدر كريم طيلة العام قال ابنه: قدم والدي العديد من البرامج الإذاعية والتي كان أشهرها على الإطلاق برنامج (تحية وسلام) الذي كان يستدر عاطفة الأسر السعودية قاطبة في جميع أنحاء المملكة بسماع أصوات أبنائها المبتعثين خارج المملكة والاطمئنان عليهم وعلى أحوالهم وسير دراستهم.
وأضاف: قدم كذلك برنامج (في الطريق) الذي كان عبارة عن دردشة خفيفة مع مواطنين عاديين وآخرين يقابلهم بالصدفة ليجري معهم لقاءات تتطرق إلى حياتهم وأمور معاشهم ولا تخلو من تحقيق رغبة من يلتقي بهم في سماع مادة إذاعية مفضلة لهم.
ولفت إلى أنه – رحمه الله - كان يعد ويقدم برنامج (دعوة الحق) وكان برنامجاً خاصاً يهدف إلى التعريف بالمباديء الجليلة التي قامت عليها دعوة التضامن الإسلامي التي أطلقها الملك فيصل بن عبدالعزيز، مشيرا إلى أنه كان مرافقاً للملك فيصل في هذه الرحلات، رئيساً للوفد الإعلامي وناقلاً أحداثها بصوته للعالم أجمع من خلال الإذاعة.
وعن رمضانه الأخير عام 1435هـ بين أسرته قال ياسر: كان يقضيه بين كتابة مقالاته والقراءة في شتى أنواع المعارف، والتفرغ للعبادة.
وفيما يخص مائدة رمضان فقال: كانت سفرة طعام والدي بسيطة مكونة من الشوربة والسمبوسه، والفول الذي كان الطبق المفضل له رحمه الله، وكان ينتقي المحلات التي تبيع الجيد منه، وكان يحرص على شراء الفول بعد خروجه من العمل بنفسه.
ويحكي عن ساعاته الأخيرة في عمله قائلاً « كنا لا نحظى بوقت كاف بالجلوس معه والتحدث إليه إلا قليلاً، لشدة انشغاله وحرصه - رحمه الله - واهتمامه ومتابعته شؤون العمل بأدق التفاصيل.
وأضاف: أما بعد تقاعده رحمه الله، وبالرغم من تفرغه لتحضير رسالة الدكتوراه إلا أنه كان لديه متسع من الوقت، خاصة عندما تجتمع العائلة بأكملها لديه في المنزل أو عند زيارة بعض الأقارب لنا، للجلوس معنا والتحدث في مختلف الأمور الحياتية.
ولفت إلى أن والده – رحمه الله – كان ممارسا للرياضة ولديه برنامج رياضي يتبعه ليس في رمضان فقط، وإنما في كل أوقات السنة بعد أن فرضت عليه ذلك ظروفه الصحية، إلا أنه في السنوات الأخيرة توقف عن ذلك بسبب السن.