Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

عبدالرحيم الأحمدي وجائزة ثقافة الصحراء

جائزة ثقافة الصحراء لا تمنح في بلاد صحراوية بل في بلاد لا صحراء فيها، إنها بلاد البحر والجزر، بلاد اليابان، هناك في أقصى الشرق بعيداً عن الصحارى، ومؤسسة هذه الجائزة هي السيدة (موتوكو كاتاكورا) اليابان

A A
جائزة ثقافة الصحراء لا تمنح في بلاد صحراوية بل في بلاد لا صحراء فيها، إنها بلاد البحر والجزر، بلاد اليابان، هناك في أقصى الشرق بعيداً عن الصحارى، ومؤسسة هذه الجائزة هي السيدة (موتوكو كاتاكورا) اليابانية التي جاءت إلى المملكة مرافقة لزوجها الموظف في سفارة بلادها في جدة، وطلبت آنذاك من وزارتي العمل والشؤون الاجتماعية والزراعة مساعدتها في دراستها عن الرحيل في حياة البدو، وهذه الدراسة ليست نادرة من مستعربي الغرب ولكنها نادرة من أهل الشرق، وقد اختارت الدارسة وادي فاطمة مكاناً للدراسة، وكان عبدالرحيم الأحمدي مديراً لمركز التنمية الاجتماعية خلال عامي الدراسة الميدانية (1968 و1970) فساعدها ووصلها بالناس هناك وخاصة النساء، وكان عنوان دراستها «البناء الاقتصادي لقرى البدو في وادي فاطمة - قرية البشور نموذجاً)، والبشور من قبيلة حرب.
نالت بدراستها درجة الدكتوراة وطبعتها بالإنجليزية بعنوان: «بدو القرية: دراسة حول تحوّل السعوديين من حالة إلى أخرى»، وترجمتها للعربية بعنوان: «أهل الوادي» حيث تحوّل هؤلاء إلى وادي فاطمة، ونشأت لهم قرية ظهر فيها تحوّل حياتهم إلى استقرار، وظلت تتواصل معهم على مدى خمسين عاماً تلاحظ التغير المستمر في الحياة بل رأت من كان طفلاً وقد صار شيخاً، إنه تحوّل اقتصادي وسكني وتنموي من حياة الشظف، إلى الحياة الكريمة.
قبل وفاتها عام 2013م أوصت (د. كاتاكورا) بإنشاء «مؤسسة كاتاكورا لثقافة الصحراء»، ينفق عليها من تركتها وكُوِّن لها مجلس إدارة من باحثين، وأوصت بمنح جائزة سنوية سمتها «جائزة الراحة» وهي باليابانية (يوتوروغي) ومعناها السعادة التي يشعر بها الإنسان عندما ينجز عملاً مفيداً، ومُنحت عام 2014م لبروفيسور ياباني أشاع فكرة تشجير صحراء الصين، وفي عام 2015م لعبدالرحيم الأحمدي لاهماماته ودراساته لثقافة وأدب الصحراء، وفي عام 2016م للباحثة اليابانية (يوكي كوناغايا) عن دراستها عن حياة البدو الرحّل في صحراء منغوليا.
ذهب عبدالرحيم بن مطلق الأحمدي إلى طوكيو قبل حوالى شهر وتسلم الجائزة تقديراً من المؤسسة لمؤلفاته وجهوده في مساعدة الباحثين، ولم تحظَ المناسبة بتغطية إعلامية، لعل من أسبابها عدم حرص الفائز على الأضواء الإعلامية، لكنها مفخرة لبلادنا أن يفوز أحد مثقفيها بجائزة ثقافية على مستوى رفيع، تقديراً لجهوده ودراساته ومساعدته للباحثين.
ارتبط الفائز بالثقافة منذ أن كان طالباً عام 1375هـ، 1956م، وقد كتب عن بدايته مفصلا محمد القشعمي في كتابه «بداياتهم مع الكتابة» وواصل دراسته حتى نال الماجستير عام 1408هـ، وتولى عدة وظائف آخرها مدير إدارة الشباب والرياضة في مجلس التعاون الخليجي، ونال وسام المجلس الذهبي في الإدارة والتنظيم، وشارك في موسوعات ثقافية، وتخصص في التأليف والنشر في الأدب الشعبي، وله عدة مؤلفات منها: أهل الكسرة وألف كسرة وكسرة (أدب شعبي)، ومرويات ابن مطلق (أدب واجتماع)، وأحاديث في الأدب الشعبي ورواية الشرق، وديوان «إني أعتذر» وهو فصيح، ومؤلفات أخرى لا يتسع المكان لها، وهو من أنشط الناشرين في بلادنا لمؤلفات السعوديين وخاصة النساء.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store