حبة سكر في الرؤية

بعض النخب ممن لم يتسنَّ لها المشاركة في اللقاءات وورش العمل التي سبقت الرؤية قابلت رؤية 2030 بشيء من الفتور، في الوقت الذي يتعذر اللقاء بكل النخب لكبر تعدادها إلا أن هناك شبه إجماع بأنها جاءت بعيدة عن ارتهان الثروة النفطية وحدها وتقلبات الأسعار ارتفاعاً وانخفاضاً فضلاً عن اهتزازات السوق أو تكدر الأجواء السياسية. البعض يتساءل هل الرؤية بديل عن الخطط الخمسية التنموية التي أنجبت مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين واستحواذ المملكة على شركة أرامكو بالكامل وغيرها من المنجزات؟ أم أن رؤية 2030 التي أطلقت حزمة من البرامج وستطلق المزيد من البرامج من بينها أو في طليعتها إعادة هيكلة الحكومة وبرامج التحول الوطني والشراكات الاستراتيجية ورأس المال البشري. من نعم الله على هذه البلاد أن حباها الله بمناجم من الذهب والألمونيوم واليورانيوم وأعظم بدائل الطاقة المتجددة وهما الشمس والرياح والعديد من المنتجات التعدينية وفوق كل ذلك الحرمان الشريفان اللذان تهوي إليهما أفئدة المسلمين من كافة أصقاع المعمورة فضلاً عن الإرث العظيم من المواقع التراثية بعضها تم تفعيله والبعض ينتظر الدور. هناك سجال يدور في المنتديات وغيرها أن هذه الرؤية الطموحة مرتهنة في الواقع وفي المقام الأول على سواعد أبناء وبنات هذا الوطن التي تنتظر الاستراتيجيات الوطنية لتحريك هذه القوى إلى قوة مليئة بالحيوية، تنتظر من الجامعات ومؤسسات التعليم والمعاهد المتخصصة الحكومية منها والأهلية تأهيل الكوادر بما يتناسب مع طبيعة المرحلة التي نعتزم الخوض في مضمارها بكل كفاءة واقتدار لتتمكن من استثمار معطيات المستقبل والتعرف على كيفية التغلب على العوائق أو عناصر الفشل. هناك نسبة تصل إلى 9.5% من السكان تعاني من إعاقات بصرية وسمعية وحركية وغيرها وهناك نسبة تصل إلى 21% يعانون من مرض السكري ومن بعض المضاعفات المرضية وهناك تحدٍّ كبير تواجهه بلادنا وهو النمو الديمغرافي والذي لو ترك وشأنه سوف يضاعف من أعباء الدولة في الغذاء والدواء وفي تأمين الماء والكهرباء والإسكان وفي كل نواحي البنية التحتية. وأحسب أن كل هذه التحديات يمكن التغلب عليها إذا ما ضاعفنا العزيمة في بناء الإنسان، فلا يكفي أن نعتمد على الجيل الماهر والمبتكر ونركز كل اهتماماتنا عليه ونغفل الأكثرية ممن يتوقعون منا الأخذ بأيديهم وتشجيعهم على التشبع بقيم العمل فهم الثروة الحقيقية ليكون الجميع مصدر فخر واعتزاز بهم في بناء الوطن.