Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

حوادث المرور داخل المدن

كتبت في الأسبوع الماضي عن الحوادث المرورية خارج المدن وأن إحصائية رسمية عنها ذكرت أنها بلغت عام 1437هـ 164 ألفًا، وأعود للكتابة عن الحوادث داخل المدن مذكرًا بما نُشر في اليوتيوب من مقطع مرعب لمفحطين ف

A A
كتبت في الأسبوع الماضي عن الحوادث المرورية خارج المدن وأن إحصائية رسمية عنها ذكرت أنها بلغت عام 1437هـ 164 ألفًا، وأعود للكتابة عن الحوادث داخل المدن مذكرًا بما نُشر في اليوتيوب من مقطع مرعب لمفحطين في الدائري الغربي في الرياض، وهو لا يقل عن من يشهر سلاحًا للقتل كما غرد أحد المغردين، ولم أطلع على شيء حوله من مرور الرياض، وهل أفلت هؤلاء من العقاب؟
وآخذ مثالا للحوادث الداخلية ما نشرته صحيفة المدينة في عددها 19535 الصادر يوم 16 من المحرم 1438هـ عن إحصاءات المخالفات المرورية في المدينة المنورة (حرسها الله) عام 1437هـ، وقد كشفت الصحيفة أن مصدرها مدير إدارة المرور، وعددها الإجمالي نصف مليون مخالفة، ولا يكاد يغيب عن الإحصائية أي نوع من المخالفات، وهي بإيجاز: وقوف غير نظامي 357457 وتظليل 52790 وعدم ربط حزام الأمان 45447 واستخدام الجوال 33511 والدوران المخالف 8066 وعكس السير 7803 والتجاوز الخاطئ 6265 وعدم وجود لوحة خلفية 6051 وعدم وجود لوحة أمامية 5275 وتحميل ركاب 5588 والتفحيط 259، هذا ما سجله المرور، أما ما لم يسجله فهو أضعاف ذلك، يدركه من يقود سيارته.
ولم أشهد مخالفات مرورية بمثل ما أراه في المدينة المنورة، وبخاصة عكس السير، وعدم إعطاء إشارة للانعطاف أو الخروج من الطريق السريع، والوقوف المزدوج أمام المحلات التجارية والمطاعم والمساجد، يرافق ذلك استهتار بالآخرين إذا وقفوا احتياطيًا ليمر معاكس السير إذ تصدر منهم علامات استنكار تجاه المستنكر لمخالفتهم، لاسيما إذا استخدم المنبه.
وأكاد أجزم أنه لا توجد مخالفات لنظام مثل مخالفات نظام المرور مع أن ما ينتج عنها موت أو إعاقة، وتكسير عظام أو أمراض نفسية للمصاب، وما ينتج عنها من كوارث على الأسر، بفقد عائل أو أم أو فلذة كبد أو أي عزيز، وهؤلاء قساة القلوب من القتلة لا ينبغي أن تأخذ المرور بهم رأفة في سبيل كوارثهم.
ومهما كتبت عن مخالفات المرور فهو قليل أمام مآسيها، فالوطن يفقد أعز ثروة وهي أرواح مواطنيه من متهور لا قيمة عنده للأرواح بما فيها روحه وأرواح أبنائه الذين يرتكب المخالفة وهم معه.
لابد من التكرار أن هذا البلاء لن يتوقف إلا بحزم، وعدم رأفة بالمخالف، وبنزول رجال المرور إلى الميدان، وبالمرور السري، ولن يحله التفتيش على رخص السير والقيادة، فكثير من المخالفين لديهم ذلك، ولكن ليس لديهم روح المسؤولية أمام إزهاق الأرواح وأمام الرعب الذي يداخل كل من يقود سيارته فهو في توجس من وقوع حادث من متهور في أي لحظة.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store