Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. أحمد أسعد خليل

يا (بتاع) النعناع!

A A
إلى أنْ بدأتُ بكتابة هذا المقال، والصحف اليوميَّة تنشر مشكلات

تفشِّي وانتشار البسطات العشوائيَّة بمختلف المواقع بالمدينة المنوَّرة، بدءًا من ساحات الحرم النبويِّ، وحتَّى مخارج المدينة المنوَّرة، طريق مكَّة المكرَّمة، وطريق الرياض، وغيرها من المواقع الأخرى، مثل منطقة سيِّد الشهداء، ومسجد قباء، وأكثر المواقع التي يرتادها زوَّار المدينة المنوَّرة، وهذه الظاهرة ليست وليدة هذه الأيام، بل تعاقبت عليها جميع الإداراتالمعنيَّة بهذا الأمر، دون أن تجدَ حلولاً جذريَّة لها، وإنَّما كانت تُعالج بحلولٍ مؤقَّتةٍ، ومنظر مؤلم من المطاردات بين هذه الأجهزة، وأصحاب هذه البسطات، وبينما هذه البسطات قديمًا تُدار أكثرها من قِبل الوافدين، ولكنَّها اليوم اختلطت بين المواطن، والوافد في أسرع طريق لكسب الرزق، دون تكاليف عالية، أو تراخيص معقَّدة، وبضاعة مستهلكة، أو مطلوبة للزبون الذي يحتاجها في المكان المناسب .

رغم أنَّ أمانة المدينة المنوَّرة أقامت موقعًا متخصِّصًا لبيع النعناع،والورد، والتمر المديني في أوَّل طريق الهجرة بين المدينة، ومكَّة المكرَّمة، وجدَّة، إلاَّ أنَّ المفارقة العجيبة تجد أنَّ البسطات قبل وبعد هذا الموقع، ويقف (بتاع) النعناع دون مبالاة لما يقوم به من عمل على طريق سريع، قد يؤدِّي إلى خسارة الآخرين، وأيضًا قد يخسر معه حياته؛ بوقوفه الخطأ على جوانب الطريق، وأيضًا مظهر آخر للسيَّارات التي تطوف في شوارع المدينة الرئيسة لبيع الفواكه الموسميَّة، دون حسيب، أو رقيب، وبأسعار مختلفة، بل إنَّ بعضهم يبيع منتجات أحد المطاعم المعروفة بالمدينة، ويضع لوحة إعلانيَّة تشير إلى هذا، بتجاهل مشترك بينه وبين أجهزة الرقابة المختصَّة.

طبعًا كعادة أكثر الأجهزة الرقابيَّة لدينا، تتسابق في نفي مسؤوليَّتها عن هذه الظاهرة، ويختفي معها دور الرقابة من قِبل الأمانة، ووزارة التجارة، وإدارة المرور، والجهات المعنيَّة الأخرى عن هذه المخالفات؛ حتَّى أصبحت هذه الظواهر عاديَّة في مجتمعنا، لا يُلتفت إليها، بل يمكن أن تجد الكثير منَّا يتعامل معهم، ويشتري منهم!!

نقترح أن يتمَّ التعامل مع أصحاب هذه البسطات بحكمة كبيرة، بتأمين مواقع بأسعار تتناسب مع طموحهم وإمكانيَّاتهم، وأن يحوَّل هذا العمل إلى فرصة عمل حقيقيَّة، تحت إشراف الجهات المختصَّة تمنح للكثير من الشباب، وتكون نافذة من النوافذ لحل مشكلات البطالة، كما يجب أن يتمَّ التعامل مع الوافدين الذين يعملون بهذه البسطات بكل حزم وإبعاد، وأخيرًا بقي أنَّ أكثر مواقع المدينة المنوَّرة جمالاً تشوَّهت من وجود هذه البسطات، وتحتاج إلى تدخل جراحي كبير.

#الاخلاص_بالعمل

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store