Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. سهيل بن حسن قاضي

الجامعة التي يؤمل فيها (1-2)

شذرات

A A
جامعة الملك فهد نالت تقدير الجميع لبداياتها القوية ولريادتها في التعليم الجامعي والبحث العلمي ، فكل برامجها تخدم المجتمع وتلبي احتياجاته ،واستطاعت أن توفر بيئة جامعية متميزة، فقامت بالتعاون العلمي بين الجامعات الرائدة في مجالات وتخصصات نادرة وعكفت على اختيار أفضل الكوادر، ولم تخرج عن المسار الذي رسمته لنفسها إلا في أعقاب انضمامها إلى النظام الموحد بين الجامعات السعودية (لم يكن هذا خيارها) ومع ذلك استطاعت أن تتعايش مع المتغيرات بالقدر الممكن. أسوق هذا الحديث دون التقليل مما أحدثته جامعاتنا، وكل واحدة منها لها تميزها ودور لا ينكره إلا جاحد. أما جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وهي جامعة بحثية في أساس تكوينها فلا زلنا ننتظر منها أن تفصح عن ما لديها من أبحاث تخدم البيئة المحلية والأبحاث الأخرى التي تهم مجتمعنا كتحلية المياه المالحة وتقنياتها والاستفادة من الطاقة البديلة واستكشاف كنوز البحر الأحمر والحرص على إعطاء الكوادر الوطنية المؤهلة بعض الفرص البحثية والوظيفية ما أمكن ذلك والالتفات إلى خدمة المجتمع المحلي وغير المحلي لتكتمل رسالة الجامعة. بعض جامعاتنا انهمكت في التدريس الجامعي ولم تعطِ البحث العلمي وخدمة المجتمع وقضاياه المختلفة حقه من العناية وهي أمور منوطة بالجامعات وبالتعاون مع الجهات الأخرى وأحسب أن الجامعات تستشعر مسئوليتها في هذا الاتجاه حتى في ظل ضعف بعض البنود المالية إلا أن الإبداع لا يظهر إلا في الظروف الصعبة، هذا أيضاً يقودنا إلى التساؤل عن ما تم إنجازه في مجال خدمة المجتمع في ظل الوفرة. لا بد وأن تكون للجامعات طموحات كبرى في خدمة المجتمع، وإذا كان لا يوجد سقف للطموحات في هذه الدنيا إلا أن علينا أن نختار ما يفي بالقدر ويرضي الضمير، وهذا يقودنا إلى الحاجة لتعميق مفهوم ثقافة الأولويات التي يفتقدها بعضنا على المستوى الفردي والجماعي ،والجامعات نموذج يفترض أن تحذو حذوها المؤسسات الأخرى وهذا يضاعف من مسئولياتها إلا أن هذا هو قدرها (للحديث بقية).

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store