Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد الثبيتي

خالف تُعْرف

A A
أن تُجَاهِر فتاة بالخروج على مُحددات الدين وقِيم المُجتمع وتُعبِّر بتغريدة تتحدَّى فيها كل هذا بل وتتمادى في أنها على موعد مع صديق لها للقائه في كوفي شوب ؛ فهذا يعني أننا أمام تغيُّر ينخر في تركيبة المُجتمع جراء هذه السلوكيات الشاذة التي حتماً لا تُعبِّر عنه في مُجمله ، ولكنها تُعطي مؤشرات في غاية الخطورة اُمتطيت فيها صهوة الحرية الشخصيِّة لممارسة ما تُمليه عليه أهواؤها دون توافر رادع ذاتي أو حياء من تنظيم منصوص عليه من الدولة ناهيكم عن حكمه الشرعي الذي لو أخذته بعين الاعتبار لما سوَّلت لها نفسها الإقدام على فعلتها - إجْهرا والعين ترى - كما هو نص المثل الشعبي المُعبِّر.

لقد حققت هذه الفتاة - لن أقول المُغرر بها فقد بلغت العقد الثالث من عمرها - الشهرة المُزيِّفة من خلال تطبيل دعاة تحرير المرأة غير المُنضبط لها ، وخسرت نفسها أمام مُجتمعها الذي لن يُقرها على خلع حجابها أمام الجميع لتُعيد سُنَّة هدى شعراوي في القرن المنصرِّم وإن كانت شعراوي قد اقتصرت على كشف الوجه إلاّ أن تلك الفتاة أمعنت في خلعه بالكُلِّية في سابقة سيُسجلها التأريخ بمداد من سواد في سجلها (النضالي) الموهوم الذي لم نشهد له أثراً يُتبَّع ولم تكن بناءً عليه أنموذجاً لبنات جنسها يحتذينه ، بل أصبحت مُثاراً للتندر والسخرية في وسائل التواصل الاجتماعي بعد أن كانت جوهرة مصونة في جلباب حجابها.

إن لَفْت الانتباه للذات لا يكون بالخروج عن المألوف ؛ بل يكون بالفعل الذي يلوي الأعناق احتراماً وتقديراً للشخص ، وسجل المرأة السعودية حافل بالمُنجزات الذي يترَّفع عن النظر في سقط المتاع ، حيث قدمت ولا تزال نفسها بشكل إيجابي ، ومثلّت وطنها في المحافل الإقليمية والدولية دون أن تُثير حولها لغط الكلام ، بل تركت الآخر يتكلم عن مُنجزها لا جسدها ، وعن عقلها لا قلبها ، وعن فكرها لا بوحها .

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store