Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالرحمن سعد العرابي

إن لم تكن طائفية فما هي إذاً؟!

A A
* كثيرٌ من إخوتِنا أبناءِ هذا الوطنِ من

المثقفين وأصحابِ الفكرِ

يستنكرون وصفَ ما يدورُ في عددٍ من

مناطقِ العالمِ العربيِّ من صراعاتٍ

بالطائفيةِ..

حرصاً منهم على عدمِ ترسيخِ

روحِ الفرقةِ أو سلبِ الحقوق

وهم مُحقُّون من مبدأ إنسانيٍّ

فلا يصحُّ أبداً التفريقُ بين البشرِ استناداً إلى

عِرقٍ أو لونٍ أو دينٍ

ولعلنا نحن كعربٍ ومسلمين

نعاني من هكذا تفرقةٍ بعد أحداث (11) سبتمبر.

* لكنَّ الواقعَ المُعاش لأحداثِ الصراعِ القائمِ

يُبيِّن بوضوحٍ كامل وبلا لبسٍ

أن إيرانَ وأتباعَها وأذنابَها في

العراق والشام واليمن ولبنان

يمارسون طائفيةً مقيتةً في كلِّ تصرفاتِهم

فما تنقلُه وسائلُ الإعلامِ ووسائلُ التواصلِ الاجتماعيِّ

مليءٌ حدَّ التُّخمةِ بطائفيةٍ تجاه

أهلِّ السنةِ تحديداً

والمملكةِ العربيةِ السعوديةِ على وجهِ الخصوص.

* فهذا ضابطٌ سوريٌّ تابعٌ لنظامِ الأسد

وبعد اجتياحِ حلب يتباهى بعددِ القتلى

ويقسمُ أنه لن يُبقي سنياً واحداً على الأرض

ويهدِّدُ باحتلالِ الكعبةِ لأنها ليستْ

لأهلِّ السُّنة بل لهم كعلويين

وهذا ضابطٌ آخرُ يتراقصُ غناءً وموسيقى

مع جنودِه وضباطِه بشتمِ

كبارِ الصحابةِ ويتحدَّى مَن يوقفُه.

* وهذا سليماني يتبخترُ في شوارعِ حلب

وكأنه طاووسٌ في دلالةٍ طائفيةٍ

على انتصارِه على أهلِ السُّنة..

كما أنَّ كلَّ شعاراتِ فِرَقِ الحشدِ الشعبيِّ في العراقِ

طائفيةُ المعنى والمغزى وبامتيازٍ

فإن لم يكنْ هذا كلُّه طائفيةً فما هي إذاً الطائفيةُ؟!.

* بالتأكيد هذه ليستْ دعوةً

لتأجيجِ الصراعِ بين الطوائفِ الإسلامية

بل حفظاً للحقوقِ وإيضاحاً للحقائقِ ووضع

الأمورِ في نِصابِها..

وتبيان أن السياسةَ العنصريةَ الفارسيةَ لإيران

والتي تتلبَّسُ لبوسَ المذهب

إنما هي المحرِّكُ والمحفِّزُ والباعثُ

لطائفيةٍ مقيتةٍ هدفُها تفكيكُ العربِ وشرذمةُ

وحدتِهم المجتمعيةِ والدينيةِ.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store