Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

الاحتيال على العوام بتفسير الأحلام

الحبر الأصفر

A A
يَقول شَيخنا «أبوسفيان العاصي»: إنَّ لجُوء الإنسَان إلَى الأحلَام، ومُحَاولة تَفسيرها، هي مَرحلة مُتقدِّمة مِن مَرَاحِل اليَأس والإحبَاط.. إنَّها كَما يَقول -أَيضًا- شَكلٌ مِن أشكَال بَيع الحَاضر والوَاقع، وشِرَاء الخيَال المَاتِع..!

هَل نَحنُ أَصبحنَا أُمَّة؛ تَنَام في اللَّيل وتُكْثِر العَشَاء، ثُمَّ تَرَى في المَنَام الأحلَام، التي تُعطيهَا إشَارَات النَّجَاح والتَّفوُّق، المَبني عَلى الأَمَل لَا العَمَل! إنَّ الإجَابَة عَن هَذا السُّؤال، لَابدَّ أَنْ تَكون صَريحة، حَتَّى لَو جَرحتنا الصَّرَاحَة.. والإجَابَة تَأتي عَبر كَلِمَة «نَعم» المُتورِّمة بأَلف «نَعم».. وإليكُم الأَدلَّة:

إذَا قُدِّر لَك أَنْ تَكون مِثلي، عَامِلاً مَن عُمَّال المَعرفة، وتَذهب للمَكتبَة أسبُوعيًّا، ستَجد كُلَّ شَهر إصدَارًا، أَو إصدَارَيْن مِن الكُتب، التي تُفسِّر الأحلَام، أَو تُسَاعدك عَلى فَكِّ طَلاسم الحُلم الذي رَأيته.. ولَولا أَنَّ هَذه الكُتب مَطلوبَة ورَائِجَة، لمَا أتعَبَ المُؤلِّفون أَنفسهم بتَأليفها..!

هَذا مِن جِهَة.. أَمَّا مِن جِهةٍ أُخرَى، فلو استَرخيتَ عَلَى الكُرسيِّ وبيَدك السيِّد «ريموت كنترول»، وأَخَذتَ جَولةً عَبر الفَضائيَّات الطَّائِرَة في السَّمَاوَات، ستَهرب مِن قنوَات تَفسير الأحلَام، إلَى قَنوَات مِن ضِمن بَرَامجها؛ برنَامج جَماهيري حَول تَفسير الرُّؤى، والتَّعبير عَن الأحلَام..!

أكثَر مِن ذَلك، تَكاد البَلَد تَطفح بأُولئك الفُضلَاء، الذين يُفسِّرون الأحلَام، سَواء عَبر الاتِّصَال بِهم، أَو زِيَارتهم، أَو مُراسلتهم بالإيميل، ومِن الغَريب أَنَّ الأحلَام مَجَّانيَّة، ولَكن تَفسيرها بأَغلَى الأثمَان..!

حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!

بَقي أَنْ أُشير إلَى نَاصية كَتبتهَا ذَات تَغريدة، حَملَها الطَّائِر الأَزرَق «تويتر»، أَرجو أَنْ تَتأمَّلوها وأَنتُم تَلتحفون بالصِّدق مَع الذَّات، كَما أَرجو الإجَابَة عَنهَا بكُلِّ شَفَافية.. تَقول النَّاصية: (سُبحَان الله.. عِندنَا أَلف «مُفسِّر» للأحلَام، ولَيس عِندنَا شَخص وَاحد يُسَاعدك عَلى «تَحقيق» أَحلَامك)..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store