Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
مازن عبدالرزاق بليلة

الداهية

للحوار بقية

A A
يحرص الرؤساء الأمريكيين على مقابلة هنري كيسينجر، للاستفادة من خبرته الهائلة في السياسة الخارجية، وآخرها كانت مقابلة الرئيس المنتخب دونالد ترامب له، ونشرتها الواشنطن تايمز.

يقول كيسينجر عنه بعد اللقاء، أن دونالد ترامب يمكن أن يكون واحدا من أكثر الرؤساء الأمريكين تأثيرا في التاريخ، بسبب نظرياته غير الاعتيادية، ورغبته في إجراء تغييرات جذرية غير مسبوقة في سياسة الولايات المتحدة.

أضاف كيسينجر أن المجال متاح بشكلٍ كبير للسيد ترامب، بعد حكومة أوباما السابقة، التي جعلت السياسة الخارجية الأمريكية تنحسر، وتهتز صورة أمريكا دولياً، وترامب لديه مساحة كبيرة جداً ليتحرَّك، ويعيد للولايات المتحدة هيبتها السابقة، ومواقع نفوذها المفقودة.

من القصص التي تذكرها كتب الإدارة عن الداهية كيسينجر، أن مساعده للشؤون الخارجية، وينستون لورد، أثناء عمله في السبعينيات وزيراً للخارجية، قدَّم له تقريرا للشؤون الخارجية العالمية، فدعاه كيسينجر في صباح اليوم التالي وقال له: هل هذا أفضل ما عندك؟ وسكت، فاعتذر السيد لورد وقال له، أمهلني فرصة للتعديل والمراجعة.

في اليوم التالي قدَّم له التقرير، فدعاه بعدها كيسينجر، قائلا: أهذا أفضل ما يمكنك تقديمه، وسكت، عندها اعتذر لورد مرة أخرى وأحرج تماماً، وطلب مهلة أخرى للمراجعة والتعديل، وفي المرة الثالثة، وضع كل ما يستطيع إضافته، مع ملخص، مع كل الملاحق، وكل الشروحات، وقدمه، عندها سأله كيسينجر بدهاء، هل هذا أفضل ما عندك؟ هنا استشاط السيد لورد غاضباً، وقال له: يا سيدي، نعم هذا أفضل ما عندي، وإذا لم يعجبك، أنا على استعداد للاستقالة والرحيل، رد كيسينجر، حسنا، إذن الآن أستطيع أن أقرأه.

كيسينجر لم يقرأ التقرير من قبل، ولكنه استطاع بدهاء أن يستخرج أفضل ما عند لورد.

#القيادة_نتائج_لا_تصريحات

لا تقف طالباً الصدقة والعون، لشيء لديك القوة والعزيمة لتحصل عليه من كسبك.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store