Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
البتول الهاشمية

العالم كما أراه.. اليوم

صهيل

A A
التاريخ كلَّما سار عشر خطوات إلى الأمام، يعود خطوة إلى الخلف!

هذا ما قاله يومًا فوكوياما

ونحن الآن في عصر الخطوة إلى الخلف

ومَن لمْ يُصدِّق، ما عليه إلاَّ أن ينظر للماضي ويرى!

*****

هتلر البارحة

دعونا نَعُدْ بالتوقيت سبعين عامًا إلى الوراء

عندما طالب هتلر كلاًّ من فرنسا وبريطانيا بحصَّته من غنائم الشرق الأوسط

تحت شعار: «نحن أيضًا أقوياء»!

تجاهلتا تصريحاته، فما كان من هتلر إلاَّ أنْ ضمَّ بولندا وحشد قواته على حدود النمسا والتشيك

فجُنَّ جنون بريطانيا

فقامت، وشنَّت حربها الشهيرة عليه، تحت شعار: «مكرهًا لا بطل»!

*****

بوتين اليوم..

وبعد أن انتهى من ترتيب بيته الداخلي، مُتخلِّصًا من كلِّ خصومه السياسيين

أعلن للأمريكان، وبطريقة غير مباشرة

أنَّ الدُّبَّ الروسيَّ قد انتهى من سَنِّ مخالبهِ، وصار جاهزًا للانقضاض

فضمَّ جزيرة القرم لمَن شكَّك في جبروته العسكريّ، وحشد الرايات على حدود أوكرانيا، وتدخَّل عسكريًّا في سابقة خطيرة في سوريا، في استعراض قوى مدفوع الثمن، في دعاية جيِّدة للسلاح الروسيِّ، وبأنَّ موسكو مستعدَّة لحماية حلفائها

فمَن أراد تقديم فروض الطاعة فليتفضَّل!

الولايات المتحدة طبعًا لن تكون بالحماقة لتشنَّ حربًا

كتلك التي فعلتها بريطانيا بالحرب العالميَّة، بل ستُعْمِل العقل وتعطي لروسيا نصيبًا

ولكنَّه -للأسف- نصيب لن يرقَى لشهيَّة الدُّبِّ!

*****

أوروبا الضحية الأكبر..

القارة العجوز التي اعتقدت، وبعد حربين عالميتين أكلت الضرع والزرع

أنَّ اللعبة هي في المصنع، وليست في المدفع

فأوقفت مصانع الدَّبابات، وشغَّلت مصانع الماكينات

وبذلك فاتها أنَّ تفهمَ -ولو بعدَ فواتِ الأوانِ- أنَّ

«السياسة سابقة الاقتصاد»

لذا على أوروبا -اليوم- أنْ تتسوَّلَ نفطها، وغازها، وقمحها، وقطنها من منتجي التاو الأمريكي، والسوخوي الروسي!

*****

أمَّا بقية العالم..

فعلى كلِّ دولة أنْ تُحدِّدَ خيارها معَ مَن هِي..

ولا عزاءَ للمتأخِّرين، فمَن سيُفكِّر في الوقوف في المنتصف

فستنهال الحجارة عليه من القطبين!

بمعنى آخر أنَّ الاتحاد الأوربي في مهب الريح

ولن يستغرق من وجهة نظري -غير المتواضعة-

أكثر من سنتين ليصبح جزءًا من ماضٍ لن يعود

ولم يكن خروج بريطانيا إلاَّ حجرة الدومينو الأولى

التي تبعت أخواتها!

*****

«تحت الهواء»

تذكَّروا.. أنّي يمامتكم الجديرة باللا ازدراء!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store