هذه أمنيات وليست توقعات

مع بداية هذا العام وفي ظل وجود رئيس جديد للولايات المتحدة الأمريكية فإن هناك العديد من التوقعات التي تم تقديمها بما يمكن أن يحفل به العالم بشكل عام والشرق الأوسط بشكل خاص خصوصاً في ظل وجود شخصية مثل شخصية الرئيس الأمريكي الجديد ( دونالد ترامب) ، وقد توقع ( مجلس الاستخبارات الوطنية ) المضطلع بالتنسيق لأنشطة الإستخبارات الأمريكية أن يحفل الشرق الأوسط خلال عام 2017م بالمزيد من الصراعات والعنف والتوتر وخصوصاً في عهد الرئيس الأمريكي الجديد .

من المؤشرات التي توقعها ذلك المجلس وجود تهديدات كبرى بزوال النموذج الليبرالي السائد عالمياً وغلبة التيار الشعبوي إضافة إلى زيادة الصراعات العالمية ، واستمرار إيران في نشر الفوضى وتقويض الاستقرار الإقليمي ومواصلة سعيها لتملك السلاح النووي لتهديد جيرانها فيما ستواصل الكوارث الإنسانية تناميها في ظل استمرار المنافسة بين القوى الدينية والسياسية واستمرار التطرف الديني وصعود العلمانية وتصاعد الحروب الأهلية .

اقتصادياً فإن توقعات المجلس لا تبشر هي الأخرى بخير فمعدلات الفقر ستتصاعد والحلول الاقتصادية سيكون أثرها ضعيفاً خصوصاً في الدول الأكثر فقراً وتردي نتائج الخطط المواكبة لطلب التعليم وتراجع التسامح التاريخي مع الأقليات وانتشار الطائفية مع تصاعد أزمات المياه والبيئة كارتفاع الحرارة والجفاف والتلوث واستمرار هجرة العقول بسبب البطالة وسوء بيئة العمل .

من يواصل قراءة ذلك التقرير لايكاد يجد فيه شيئاً يبشر بالخير وكأنه يشاهد كابوساً مفجعاً أو فيلماً مرعباً ، فلا يوجد أسوأ من مثل هذه التوقعات ولا أعرف هل المقصود من تقديم مثل هذا التقرير هو نشر التشاؤم والإحباط وقتل روح التفاؤل لدى سكان الشرق الأوسط أم إنها أمنيات يتمنى القائمون على إعداد التقرير تحقيقها في منطقة الشرق الأوسط ، ومع أن شخصية الرئيس القادم هي شخصية مثيرة للجدل ولايمكن التنبؤ بما يمكن أن تقوم به ، غير أنه من المعروف أن أمريكا لا تدار فقط من خلال الرئيس الأمريكي بل هناك العديد من المجالس التي يوجد فيها بعض العقلاء ممن يحق لهم في بعض الظروف الاعتراض وتجميد بعض القرارات.

أتمنى أن يعم التفاؤل كافة أنحاء العالم بشكل عام والشرق الأوسط بشكل خاص وأن لا تتحقق مثل تلك التوقعات السيئة وأن يحفظ بلادنا من كل شر ويديم علينا نعمة الأمن والأمان .