Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. أحمد أسعد خليل

علماني وليبرالي!

A A
كثيرًا ما نسمع هذه الأيام عن التساهل في توصيفات يطلقها البعض على البعض بهدف الإقصاء أو الانقاص أو التقليل من الشأن وعادة ما يكون ذلك بسبب الاختلاف في وجهات النظر في أي موضوع أو قضية رأي عام، وهذه الظاهرة منتشرة مع الأسف في معظم المجتمعات العربية والإسلامية بشكل متنامٍ حتى باتت من أسهل التصنيفات التي يمكن استخدامها من أي شخص لأي شخص في أي مكان وأي زمان، دون أي مبرر وخصوصًا ونحن جميعنا مسلمين.

أود أن أسرد تعريفًا مبسطًا عن العلمانية والليبرالية، فالعلمانية هي: فصلُ الحكومة والسّلطة السّياسيّة عن السّلطة الدّينيّة أو الشّخصيّات الدّينيّة، والليبرالية هي فلسفة سياسية أو رأي سائد تأسست على أفكار الحرية والمساوة، وهما تياران تأسسا في أوروبا في ظل غياب وضعف الدين الإسلامي في تلك العصور وتنامي الأفكار المبنية على حركة الاقتصاد وخلق الديموقراطية وحكم القوانين الوضعية وإنشاء الدستور الذي ينادي بالحريات الدينية والسياسية وتحرر الأخلاقيات من القيم والمبادئ الإنسانية المتعارف عليها، وهذه الحركات كلها لا تمثل الإسلام والمسلمين جملة وتفصيلاً، وهي وإن تبناها البعض أو حتى أعجب بها فيكون ذلك لمصالح شخصية فقط يطمع من خلالها أن ينشر هذه الأفكار في المجتمع الإسلامي من خلال الاستعمار الخارجي للعقول الخالية من التعاليم والقيم الإسلامية التي نستمدها من الكتاب والسنة.

المحور الأساسي هنا، هو مهما تعددت الحركات الخارجية ومهما تسمت من مسميات فلا يمكن لها أن تغزو أفكارنا إلا بإرادتنا وبعدنا عن ديننا، وهذه الحركات تحاول أن تستعمر وتغزو عقولنا بتزيين الحريات والديموقراطيات ومبادئ التحرر للرجال والنساء وساعدها تطور أدوات التواصل والاتصال، ولكن يظل المسلم الحقيقي صامدًا أمامها ويحسن التعامل معها، وإذا بحث وتعمق في الكتب الإسلامية سوف يجد ما هو أفضل منها للتعامل مع حياتنا ولكن يجب أن يطبقها.

بقي أن نترك إطلاق التصنيفات وأفكار الإقصاء على كل من يحاول أن يناقشنا أو يختلف معنا وهناك وسائل عديدة، ولأن لكل موضوع زوايا مختلفة فلا نتسرع بالحكم ونكون من النادمين.

#الاخلاص_بالعمل

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store