Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

الإرهاب الإلكتروني

A A
تعرَّضت بعض المواقع الإلكترونيَّة -قبل يومين- لهجمات إلكترونيَّة مختلفة، من نوع (فايروس شمعون 2 وفايروس الفدية)، وقد استهدفت تلك الهجمات الفيروسيَّة معلومات وملفات عددٍ من الجهات الحكوميَّة لمسحها كاملة، في حين حذَّرت هيئة الاتِّصالات وتقنية المعلومات -ممثَّلة بالمركز الوطني الإرشادي لأمن المعلومات- من تلك الهجمات، وأوصت جميع الجهات برفع مستوى الحيطة والحذر، والتحقُّق من وجود الاحتياطات اللازمة، ومن وجود نسخ احتياطيَّة حديثة للمعلومات والملفات المهمَّة، كما أوصت بعدم أخذ نسخ احتياطيَّة على نفس الجهاز، أو في أقراص المشاركة الشبكيَّة، والتي قد تكون هي أيضًا معرَّضة للإصابة، منوِّهين بضرورة زيادة الوعي لدى الموظَّفين من خلال تكثيف الحملات التوعويَّة لتسليط الضوء على هذا النوع من الهجمات، والتأكيد على عدم فتح الروابط، أو مرفقات البريد الإلكتروني المشبوهة من أشخاص مجهولين، أو التي لا يتوقَّع وصولها من الطرف الآخر. كما أوصت الهيئة بعدم تصفّح المواقع المشبوهة، أو التي ليس لها صلة بالعمل، وعدم تحميل ملفات من مواقع إنترنت غير معروفة وموثوقة للمستخدم.

هذا الهجوم الإلكتروني لا يُعدُّ الهجوم الأوَّل، ففي عام 2012 كانت هناك هجمات إلكترونيَّة تعرَّضت لها أرامكو، وتسبَّبت في تأثر بعض المواقع الإلكترونيَّة لجهات حكوميَّة، كما أنَّها ليست المرَّة الأولى التي يستهدف فيها (فيروس شمعون) محو البيانات لبعض الأجهزة الحكوميَّة، إذ سعى منفذو الهجمات -أكثر من مرَّة- للعبث بالأنظمة الإلكترونيَّة لأجهزة الدولة، وقد كان آخرها أواخر العام الماضي.

أثر هذه الهجمات خطير جدًّا إن لم يتم التصدِّي لها، فهي لا تكتفي بمسح البيانات، بل تدخل إلى البريد الإلكتروني وبعض السيرفرات الخدميَّة، والتي تربطها ببعض الجهات الحكوميَّة، وتعبث بمحتوياتها، خصوصًا وأنَّ هناك العديد من البرامج والمبادرات التي تربط العديد من حسابات الجهات الحكوميَّة مع بعضها البعض، من أجل تيسير الأمور، وتسهيل الخدمات على المراجعين، واختصار الوقت.

الهجوم الإلكتروني هو أحد أنواع الحروب الجديدة، والتي تتعرَّض لها المملكة، فإضافة إلى حرب المخدِّرات وحرب الإرهاب، وما تقوم به إيران من تحريض وإثارة للفتن في العديد من الدول المجاورة، وحروب أسعار النفط، تأتي الآن الحرب الإلكترونيَّة من قِبل الأعداء، وذلك بعد أن لمسوا تحرّك المملكة تجاه تطوير خدماتها الحكوميَّة المختلفة، واستعدادها للانتقال للحكومة الإلكترونيَّة؛ ليعمدوا إلى تعطيل هذا التطوُّر، وإلحاق الضرر به، وخصوصًا أنَّ الجانب الأمني المحلي، ممثَّلاً في وزارة الداخليَّة، يُعدُّ من أفضل وأكثر الجهات تفاعلاً مع التقنية المعلوماتيَّة.

نحتاج إلى رفع مستوى الوعي بين المواطنين، وإلى اتِّخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر بين العاملين في مختلف الجهات، والسعي لاتِّخاذ أفضل الممارسات والسبل الوقائيَّة اللازمة لحماية أمن المعلومات والبيانات.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store