Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

من الفقر إلى الوزارة

أمل وعمل

A A
من أجمل القصص التي يستمتع بقراءتها الكثير من الناس قصص العصاميين، ومن هؤلاء العصاميين المعاصرين معالي المهندس علي النعيمي المستشار بالديوان الملكي ووزير البترول والثروة المعدنية السابق، والذي حلَّ -مُؤخَّرًا- ضيفًا في أولى حلقات برنامج تجربتي بغرفة الشرقيَّة، والتي حظيت بحضورٍ كبير من رجال وسيدات أعمال المنطقة الشرقيَّة، وشباب وشابَّات الأعمال بالمنطقة.

تحدَّث معالي المهندس «علي» عن تجربته الغنيَّة بالمواقف والأحداث، منذ أن كان طفلاً لم تعرف قدماه النعل، وعندما عرفت قدماه النعل في بداية التحاقه بالمدرسة حرص على حمله للحفاظ عليه، وكان في ذلك الوقت راعيًا للغنم، يطلب الماء والكلأ، ثمَّ قاده شظف العيش، وهو ابن الثانية عشرة للعمل مراسلاً في شركة (أرامكو)، وقد كانت أمنيته في تلك السنِّ المبكرة، وفي ذلك الفقر المدقع أن يكون رئيسًا لشركة (أرامكو)، وعلى الرغم من إنهاء خدماته من أرامكو بعد مرور 9 أشهر من توظيفه؛ لصدور أنظمة للعمل تحظر توظيف مَن أعمارهم دون الـ18، إلاَّ أنَّ هذا الأمر ساهم في تنقُّله بين عددٍ من الوظائف لدى مقاولين في مجال البناء، حتَّى عاد مرَّة أخرى للعمل في أرامكو، وتدرَّج في مراتبها، إلى أن وصل رئيسًا لمجلس إدارتها، ووزيرًا للبترول والثروة المعدنيَّة.

في ذلك اللقاء المتميِّز، حثَّ معالي الوزير شباب وشابَّات الأعمال على تحاشي الأفكار التقليديَّة، والاتجاه نحو الابتكار، والدخول إلى عالم الأعمال عبر مجالات جديدة مبتكرة، والتحلِّي بالصبر والصدق والنزاهة، ومقاومة التحدِّيات، وتخطِّي الصِّعاب والعوائق، مؤكِّدًا بأنَّ المنشآت الصغيرة والمتوسطة من أهم مُحرِّكات النمو الاقتصاديّ، وهي أداة فاعلة في خلق فرص العمل وتعزيز الصادرات، وهذا ما دعا دولاً كبرى -كاليابان وأمريكا والصين- لأن تضع هذا الجانب على قائمة أولوياتها، وهو يساهم في 60% من صادراتها للخارج.

معالي المهندس علي النعيمي نموذج للعصاميين، وسيرته قصة كفاح، ونموذج للأجيال الناشئة، وقد حرص على تدوينها في كتاب صدر مؤخَّرًا بعنوان: (خارج الصحراء)، كما وضع عنوانًا فرعيًّا للكتاب اعتزازًا ببدايته بعنوان: (رحلتي من البدو الرحل إلى قلب النفط العالمي)، وفي هذه السيرة درسٌ هامٌّ للشباب والشابَّات حول كيفية صناعة الذات، والاعتماد على القدرات الذاتيَّة، واستثمار الطاقات والمواهب الكامنة، والاستفادة القصوى من الفرص المتوفرة لتحقيق الأهداف.

سيرة معالي المهندس بدأت فعلاً من الصفر حتى وصل للقمة -بتوفيق الله عزَّ وجلَّ، ثم بجهده وطاقته- فهو لم يعتمد على حَسَبٍ أو نَسَبٍ، ولم يرث ثروةً، ولم يعتمد على واسطةٍ، بل اعتمد على جهده وطموحه وإصراره، وهذه كلها كانت مفاتيح النجاح، والتفوُّق، والتميُّز.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store