Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

(الهاشتاق) والتحكم في الرأي العام

A A
لا يخفى على الجميع تأثير وسائل التواصل الاجتماعية على مختلف جوانب حياتنا اليومية، فمن خلالها يتم معرفة الأخبار والآراء والتطلعات وردود الأفعال كما يعرف منها المواضيع التي تشغل بال المجتمع وأهم القضايا التي يتم تداولها ليس بشكل يومي فقط بل وعلى مدار الساعة .

هذا التأثير لم يقتصر على الجوانب الإخبارية والقضايا العامة بل أصبح يسيطر أيضاً على الأساليب الإدارية ومستوى تفاعل الجهات الرسمية مع المواضيع المختلفة ،فقبل يومين نشرت صحيفة (الوطن) تقريراً بعنوان ( الهاشتاق محرك سريع لتفاعل الجهات الرسمية ) وقد أوضحت من خلال التقرير أن هناك العديد من المؤسسات والجمعيات تستقبل الشكاوى بطرق تقليدية ، أبرزها الفاكس وتتأخر بعض الجهات في التجاوب مع تلك الشكاوى التي تقدم لها لمدد متفاوتة تصل أحياناً إلى شهور مما جعل البعض يلجأ إلى وسيلة أسرع لإيصال شكواهم ومطالبهم وآرائهم وذلك من خلال ( هاشتاقات ) على موقع التواصل الاجتماعي ( تويتر ) ،فتتفاعل تلك الجهات بسرعة قصوى خصوصاً إذا وجدت تفاعل بعض المتعاطفين خلال ( الهاشتاق ) الذي يرتبط بقضايا اجتماعية أو حقوقية .

(الهاشتاق) هي كلمة إنجليزية وترجمتها بالعربية هي تصنيف أو وسام وهي في تويتر تلك العلامة #والتي يتم وضعها قبل كلمة أو عبارة من أجل تصنيف التغريدة وجعلها تظهر عند البحث عنها في تويتر ،ويفيد بعض المختصين أن عدم تجاوب بعض الجهات مع أي مشكلة وقت حدوثها أو عدم وجود خط ساخن لاستقبال الشكاوى في بعض الجهات كفيل بتحويل المشكلة إلى قضية رأي عام.

وهناك العديد من الشواهد التي تؤكد قوة وتأثير مثل هذه الوسائل والتي ساهمت في إحداث العديد من التغييرات في عدة مجتمعات ، مؤكداً أن كثيراً من القضايا لا تعرفها بعض الجهات ولاتعرف عنها إلا من بعد ظهور الهاشتاقات حولها في مواقع التواصل الاجتماعية ،وهذا الأسلوب يحتم على بعض الجهات أن تعيد النظر في آلية تعاملها مع القضايا ومع ما يظهر لديها من مشاكل بحيث يتم تداركها على الفور دون الانتظار لحين لجوء أصحاب تلك القضايا لوسائل التواصل الاجتماعية بالرغم من أن بعض القضايا المطروحة اليوم في وسائل التواصل الاجتماعية يفتقد بعض منها إلى المصداقية .

وسائل التواصل الاجتماعية بشكل عام و( الهاشتاق ) بشكل خاص أصبحت هي الأخرى مصدر دخل مميز ومشروعاً استثمارياً لبعض الجهات وأصحاب العلاقات فقد ظهرت العديد من العروض التسويقية والمادية والتي يمكنها طرح أي قضية بغض النظر عن صحتها أو حقيقتها لتصبح قضية رأي عام ويتداولها الجميع من خلال وسائل التواصل مما يجعل بعض الجهات تبادر لإصدار بيان إما بنفيها أو بأنها تعمل على التحقق بشأنها .

مواقع التواصل الاجتماعية أصبحت تقوم بدور هام في تشكيل الرأي العام حول الأفكار والإتجاهات كما أتاحت الفرصة للتعبير وإبداء الرأي ولذلك فإن من يملك مفاتيح التحكم في تلك المواقع الاجتماعية فإنه يملك القدرة على التحكم في الرأي العام.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store