Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

تأنيث سيارة المرأة.. قرار يحتاج إلى جرأة

الحبر الأصفر

A A
تَصلني يَوميًّا عَشرَات الرَّسَائِل، حَامِلة همُوم النَّاس، ومَطالبهم وتَطلُّعاتهم، والكَثير مِن هَذه الرَّسَائِل يَستَحقُّ النَّشر، ولَكن مَا الحيلَة، إذَا كَانت الوَاجِبَات أَكثَر مِن الرَّسَائِل والمُقترحَات؟!

هَذه السيِّدة «أم عماد»، تُرسل لِي رِسَالة تَقول فِيهَا: (يَا عَامِل المَعرفة، أَرجو نَشر رِسَالتي، التي تَخُص قِيَادة المَرْأة للسيَّارة، فنَحنُ طَال لَيلُنا فِي انتَظار أَنْ نَقود، لذَلك أَتمنَّى مِن الجِهَات المَسْؤولَة أَنْ تُوافِق عَلى اقترَاحِي، وهو إعطَاؤنا تَأشيرات لسَائِقَات؛ بَدلاً مِن السَّائقين، ولَا نَشتَرط دَولة مُعيَّنة، بَل يُشترط عَليهنَّ أَنْ يَلبِسْنَ لِباسًا مُحتشمًا، ويَحمِلْنَ بِطَاقة شَخصيَّة تُؤكِّد هَويتهنَّ ومِهنتهنَّ، وبذَلك تَكون هَذه السَّائِقَة مُعِينَة لَنَا، ونَستَطيع التَّفَاهُم مَعهَا، ولَمْسِهَا أَثنَاء مُنَاولة الأشيَاء، والسَّيطرَة عَلى رَائِحتهَا، والإحسَاس بالأمَان مَعَهَا..!

كَمَا أَنَّ لَديَّ اقترَاحًا آخَر، وهو تَأنيث سَائِقَات البَاصَات والحَافِلَات، التي تَنقل الأطفَال إلَى الرَّوضَة، لأنَّ تَعَامُل المَرأة مَع الأطفَال، أَكثَر رُقيًّا ودِقَّةً وحَنَانًا، مِن تَعامُل الرَّجُل الجَافِّ القَاسِي.. ويَتمدَّد الاقترَاح، ليَصل إلَى تَأنيث قيَادة حَافِلَات وبَاصَات نَقل الطَّالِبَات فِي كُلِّ المَرَاحِل الدِّراسيَّة)..!

إنَّ تَعَامُل المَرأة مَع المَرأة، أَسهَل بكَثير مِن تَعَامُل المَرأة مَع الرَّجُل، وفِيهِ حِمَاية لَهَا، وصيَانَة لنَفسِها، وحِفَاظ عَلى كميَّة الخَجَل التي تَتقلَّص، كُلَّما زَاد تَعَامُل الأُنثَى مَع الرَّجُل..!

ثُمَّ تُواصل «أم عماد» رِسَالتها فتَقول: (إنَّني أَشعُرُ بالتَّنَاقُض؛ وأَنَا أَركب مَع سَائِق أَجنَبي، لأنَّ المُجتمع يُحَارب الاختلَاط فِي الأمَاكن العَامَّة، مِثل الحَدَائِق والمَطَاعم والأسوَاق، ومَع هَذا يُسمح لِي بأَنْ أَختَلط مَع رَجُل أَجنَبي غَريب عَنِّي، فِي مِسَاحة جُغرَافيَّة تَكون «مترين في مترين»، وهي مِسَاحة السيَّارة، ووجُودي مَع هَذا السَّائِق الأجنَبي، يَتجَاوز مَفهوم الاختلَاط، إلَى مَفهوم الخُلوة غَير الشَّرعيَّة)..!

حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!

بَقي أَنْ نَقول: هَذا اقترَاح «أم عماد»، وأَظنُّه كُتب عَنه مَرَّاتٍ ومَرَّات، لَكن لَعلَّنا هُنَا نُعيده، لكَي يُطرح عَلى طَاولة الدِّرَاسَة والتَّفكير، ومَن يَدري لَعلَّ الأيَّام تَحمل لَنَا قبُول هَذا الاقترَاح، وغَيره مِن الاقترَاحَات، التي تَبحَث عَن إيجَاد الحلُول، ولَيس صِنَاعة المَشَكِلات..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store