Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سامي سعيد حبيب

ترمب ومستقبل المنطقة

A A
تلقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله ، الأحد الماضي مكالمة هاتفية بالغة الأهمية من الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترمب خلال الأسبوع الأول من تتويجه رئيساً للولايات المتحدة في العشرين من يناير لعام 2017 م ، تباحث فيها الطرفان في العديد من القضايا الإستراتيجية المشتركة بين البلدين ، على أمل أن تتمتع إدارة ترامب بالمصداقية في تعاملاته مع حكومات ودول المنطقة العربية وهو من لا يضيع فرصة في التعبير عن موقفه المنحاز دوماً لصالح إسرائيل انحيازاً أعمى والتزامه في خطاباته لتحقيق تطلعات الدولة الصهيونية في تهويد القدس الشريف واتخاذ القدس عاصمة إسرائيل «الأبدية» ، وعن دعمه المطلق للدولة الصهيونية.

ومع ذلك فإن التقارب السعودي الأمريكي تطور إيجابي بين الطرفين بعد أن مرت العلاقات الدبلوماسية بينهما بفترات فتور خلال الحقبة الرئاسية الثانية للرئيس السابق أوباما الفاشل الذي أظهر عجزاً ولا مبالاة وخذلاناً لحلفاء أمريكا الاستراتيجيين فتراجع مثلاً عن موقف بلاده المعلن من وجوب إزاحة نظام بشار الأسد بسوريا وعن إقصاء بشار ذاته عن رئاسة سوريا بعد أن أعلنت فقدانه الصلاحية كرئيس لسوريا بعد أن ارتكب المذابح بحق شعبه الأعزل ، فاتحاً بذلك الأبواب على مصراعيها للتدخل الروسي المباشر على الأرض والذي أنهك قوى المقاومة السورية الباسلة و بعد أن فشلت إيران وميليشيا حزب اللات اللبنانية و المليشيات الشيعية العراقية الأخرى وسواهم من المرتزقة من هزيمة المقاومة المسلحة ، مما أدى لعودة الاستعمار المباشر لبلاد العرب والمسلمين وإلى تأسيس قواعد عسكرية روسية في سوريا ( مستأجرة لخمسين سنة ).

كما تسببت مواقف إدارة أوباما المترددة دوماً في تعزيز المشروع الإيراني الصفوي المعتمد في خططه على خلخلة المكون السني بسوريا من خلال ارتكاب الفظائع ضدهم باعتماد سياسة الأرض المحروقة المتعمد أطفالاً ونساءً و رجالاً غير مسلحين وتهجير الملايين من السوريين لدول الجوار وللدول الأوربية تحت سمع العالم وبصره ، كما أدى تخاذل إدارة أوباما إلى استصدار قانون جاستا أو «العدالة» من داعمي الإرهاب.!!

يجيء التقارب السعودي الأمريكي الجديد على خلفية ما قامت به المملكة من تحركات سياسية وعسكرية خلال العامين الماضيين في التصدي للمشروع الإيراني في المنطقة بطريقة أذهلت العالم بعد توفيق الله دون مساعدة تذكر من أي من دول العالم العظمى وتمكنها من الاستفادة من التقنيات العسكرية بشكل بارع وما ظهر من تميز في التعليم والتدريب للقوى العسكرية فيها ففرضت احترامها على الساحة الإقليمية والعالمية واكتسبت هيبة فوق هيبتها و مكانة مرموقة تخطت مكانتها الأولى وأصبحت رقماً صعباً في المنطقة بعد أن كان البعض يقرأ أن حلمها كان عن ضعف.!

وتمضي المملكة في مسيرتها ونحو أهدافها في استقرار أمنها وكداعم أكبر للمسلمين في العالم ، على المبدأ القرآني ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) غير محجمة بتقلبات مزاج ترمب وإدارته والذي نجح في تقسيم بلاده في وقت قياسي إلى مؤيدين ومعارضين قد يتسع ويتفاقم إلى حرب أهلية أمريكية ، وبعد أن أفزع بتصريحاته حتى الحليف التاريخي الاتحاد الأوربي وشريكها في الحلف الأطلسي.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store