Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسين أبو راشد

عبدالعزيز بن فهد ..«المسامح كريم»

A A
أثار صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز دهشتي ودهشة رفاق مجلسه عندما سامح وعفا عن أحد الأصدقاء الذين أساؤوا له ولرفاقه حيث غرد ذلكم الصديق مجموعة من التغريدات عبر حسابه بتويتر أساء فيها للأمير الشاب ولرفاقه، ولم تكن تلك التغريدات في حقيقتها تمتُّ للحقيقة بأي صلة، وبعدها دام انقطاع الصلة بين الأمير ورفاقه وهذا الصديق لأكثر من عامين لكن الأمير فاجأ الجميع بدماثة خلقه، وجميل تواضعه، وجم أدبه، ولم تأخذه العزة بالإثم على رفعة منزلته من التقرب إلى الله وما عند الله مستحضراً قول الحق تبارك وتعالى: «فمن عفا وأصلح فأجره على الله».

إن ما قام به سموه الكريم من عفو وتسامح دون شك لم يزده إلا رفعة ومكانة وسمواً، وهذا ليس بغريب على الأمير الشاب الذي ما تزال كثير من الأعمال الإنسانية والخيرية التي أنجزت في زمن توليه ديوان رئاسة مجلس الوزراء عالقة في أذهان الجميع .

والواقعة التي نحن بصددها تكمن عندما طلب من أحد الأصدقاء الاتصال بالشخص المسيء وإبلاغه بأن الأمير قد عفا عما صدر منه من إساءة وأنه مرحب بعودته متى شاء علما بأن هذا الشخص لم يكن سعودياً، وبعدها بأيام، فاجأ الجميع بحضوره مجلس الأمير وقبل وصول الأمير المجلس، وصافح من في المجلس من أصدقاء الأمير، وكان من ضمن حضور المجلس أحد الدعاة الذي رفض للأسف السلام على هذا الشخص بل وتلفظ عليه بألفاظ لم تكن مستحبة وغير مستساغة ممن كانوا في المجلس وكنت أنا من ضمنهم سيما وأن غالبية الأشخاص صافحوا الشخص مصافحة مجاملة الأمر الذي أجبره على المغادرة ليغادر المجلس ذلك اليوم، وفي اليوم التالي حضر الأمير المجلس وكان منفعلاً على غير عادته وكان من أول ما بدأ به حديثه في تلك الجلسة عن التسامح، فذكر بأن التسامح من أسمى الصفات التي أمرنا بها الله عزّ وجلّ ورسولنا الكريم، فالتسامح هو العفو عند المقدرة والتجاوز عن أخطاء الآخرين ووضع الأعذار لهم، والنظر إلى مزاياهم وحسناتهم بدلاً من التركيز على عيوبهم وأخطائهم، فالحياة قصيرة تمضي دون توقف ،فلا داعي لنحمل الكُره والحقد بداخلنا بل علينا أن نملأها حباً وتسامحاً وأملاً حتى نكون مطمئنين مرتاحي البال، وهو يقرب الناس لنا ويمنحنا حبهم، قال تعالى: «خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ» . وعن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليالٍ يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام». من عاشر الناس بالمسامحة، زاد استمتاعه بهم. التسامح جزء من العدالة. إذا بلغك عن أخيك شيء تكرهه، فالتمس له العذر، فإنّ لم تجد له عذراً، فقل: لعل له عذراً لا أعلمه.

إن الاحترام المتبادل هو الذى يؤكد أن الأخطاء قابلة للتسامح مهما كانت. وأعقل الناس أعذرهم للناس. والضعيف لا يمكن أن يسامح، فالتسامح من صفات الأقوياء.

عليه فإنه يجب بل ومن الضروري علينا تعويد النشء على التسامح وغرس ذلك في نفوسهم. ولنعلم يقينا بأن التسامح دعت إليه جميع الأديان، ثم أين نحن من قول الحق تبارك وتعالى: «وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم»؟.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store