Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

جامعة أم القرى من التعليم إلى حضانة الإبداع

No Image

أجراس

A A
شكّلت جامعة أم القرى منذ إنشائها مطلع القرن الخامس عشر الهجري إضافة نوعيّة للتعليم العالي في المملكة العربيّة السعوديّة، فنواتها كليتا الشريعة والتربية اللتان تمثلان باكورة كليات التعليم العالي في الجزيرة والخليج العربـي، وموقعها في أقدس بقعة على وجه الأرض، وما تلقاه من دعم ورعاية من القيادة السياسيّة هيأ لها مزيّة تنافسيّة في استقطاب كبار العلماء من أنحاء العالم العربـي والإسلامي فاجتمع فيها من صفوة العلماء ما لم يكد يجتمع في جامعة أخرى.

مع التحول الاجتماعي والعلمي الذي شهدته المملكة توسعت الجامعة في افتتاح كليات علميّة جديدة تلبي احتياجات التنمية، وتسهم في تحقيق السياسة التعليمية، وأهداف الجامعة التي أنشئت من أجلها. ومع هذا التوسع حافظت الجامعة على تميزها في الجوانب الشرعية واللغوية والتربويّة من خلال إحداث كليات وأقسام علميّة جديدة ضمن هذه الجوانب المركزية ؛ لتواكب تحولات المجتمع وحاجة التنمية وتطلعات القيادة السياسيّة.

الكليات العلمية والمراكز البحثية منحت الجامعة حضورًا مشرفًا في جانب جديد استطاعت الجامعة من خلالها أن تسهم في إيجاد حلول نوعيّة لإدارة الحشود البشرية في موسمي الحج والعمرة، وتوسعة جسر الجمرات، والمطاف، والإشراف على أعمال الخرسانة في توسعة الحرمين الشريفين، وقفزت قفزات جيدة في تحقيق الجودة وتحسينها، والحصول على الاعتماد الأكاديمي البرامجـي في كثير من الكليات، والعمل على الحصول على الاعتماد المؤسسي من أكبر الهيئات الدولية بالتنسيق مع الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي.

اليوم تتحول الجامعة من مؤسسة تعليمية إلى حاضنة للإبداع بعد أن نجحت في إنشاء شركة وادي مكة للتقنية التي ستكون رافعة اقتصادية للجامعة تقوم بتحويل ابتكارات الجامعة وبحوثها العلمية إلى ناتج تقني عبر ثلاثة برامج رئيسية هي:

مراكز الابتكار التي تحوّل الأفكار الابتكارية إلى منتجات، ومسرّعة الأعمال التي تحول المنتجات إلى شركات وتمدها بالخدمات الاستشارية والتدريب والتمويل والوصول إلى الأسواق، ورأس المال الجريء الذي يستثمر في الشركات الناشئة، ويربطها بالمستثمرين.

لقد كان هاجس الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة هو أن تكون مكة المكرمة من مدن العالم الأول، المدن الذكية التي تعيش روح العصر

ولا تقع في شروره، وبجهود الرجال المخلصين في هذه الجامعة وعلى رأسهم معالي الدكتور بكري عساس مدير الجامعة أصبحت الجامعة أحد أكبر صناع هذا الطموح الخلاق اليوم.

نجاح مدير الجامعة في اختيار كفاءات علمية متميزة من الشباب السعودي المبدع حقق للجامعة هذا السبق العلمي حتى أصبحت شركاتها اليوم أكثر من خمس عشرة شركة، وصار أبناء الجامعة يتسابقون في براءات الاختراع حتى تجاوزت بحمد الله البراءات المسجلة مائتي براءة. وصارت منتجات هذه الشركات تباع في الأسواق، وأصبحت الجامعة التي كانت تخرج الدعاة والشعراء والتربويين تسجل أدق المنتجات الإلكترونية باسم صنع في مكة المكرمة.

لم أستغرب أن تضع قناة الجزيرة عنوان تقريرها عن هذا السبق العلمي للجامعة وادي مكة من وادٍ غير ذي زرع إلى وادٍ للتقنية والابتكار فالذي تحقق شيءٌ يبعث على الفخر، لا نملك بعد شكر الله إلا أن نشكر كل مبدعيه معالي مدير الجامعة ووكيل الجامعة للأعمال والإبداع المعرفي الدكتور نبيل كوشك والمديرون التنفيذون للشركة والباحثون وفرق العمل.

إنه التعليم: الحمض الذي يذيب شخصية الكائن الحي ثم يشكلها كما يشاء كما قال الفيلسوف الكبير محمد إقبال.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store