Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مَن يُعلِّمالموظف الإخلاص

No Image

A A
يستقبلك بحفاوة ويُرحِّب بك بحرارة، ويُقدِّم لك المشروبات، ويُجلسك ليُقدِّم لك الخدمة وأنت بقائمة الانتظار، وكل دقيقة تمر عليك يأتي إليك ليرى وضعك مع الاعتذار الشديد لك على التأخير، وما إن كنتَ محتاجًا لشيء يمكن له أن يُقدِّمه لك حتى يحين دورك، ثم يُحدِّثك بلطفٍ: لو سمحت بطاقتك حتى نُصوّرها ونحتفظ فيها، مع قليل من الطرافة، ثم يأتي لك بكوبٍ من الكوفي للترويقة، كما يقال، خلال إنجاز الموظف لخدمتك وأنت بين يديه، مرّة يُصوّر، ومرّة يطبع، ومرة يُعطيها للمدير للتوقيع، وأنت أيها المراجع لازلتَ مروّق على الكوفي، حتى يأتي الموظف وهو يتصبب عرقًا ويقول لك: تفضل معاملتك جاهزة، نتمنى زيارتنا في المرات المقبلة، ونعتذر عن التأخير، في أمان الله.. حتى أفقت من نومي وأنا مبتسم، وكم كنت أتمنى أن أستمر في النوم طالما الحال هكذا، حتى رأيت الواقع، بل حتى الموظف في القطاع الخاص الذي يأخذ مالك، عند بداية تعامله معك يكون هذا حاله، حتى السنة الأولى من عمله، ثُم يُعطيك الوجه الآخر، هذا واقع مجتمعي وثقافة سائدة لدى بعض الموظفين، إذ لا خدمة جيدة ولا إخلاص ولا تفانٍ، طبعًا لا نريد استقبالًا بحفاوة، بل نريد أن تُقدَّم الخدمة بإخلاص، فالدين المعاملة، وهي من صميم الأخلاق التي صممنا آذان الناس بها، ولكن لا تدري أهي جينات أم طبائع من قبل بعض الناس الذين فيهم عجائب قدرة الله.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store