Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

عفواً هل هناك ضمير ؟!

No Image

A A
هل حدث وأن دخلت مكتبك في صباح يوم جميل ، وطقس عليل ، وتفاجأت بمن يطرق باب مكتبك ..اتفضل . السلام عليكم يا أستاذ .. أنا فلان بن فلان.. من طرف فلان بن فلان خذ كلم!! وهناك على الخط تسمع صوتاً هاشاً باشاً ضاحكاً مستبشراً: هلا يا غالي ..ترى هذا فلان غالي علينا نبغاك ما تقصر معاه ..! هكذا بكل بساطة ..فلان من طرف فلان.. الكلمة السحرية التي تفتح كل الابواب المغلقة وتعطي الحق لمن هو ليس بصاحب حق.. وبها ينال العاطل وظيفة هو ليس مؤهلاً لها ..وفيها تظلم عشرات بل مئات المراجعين الواقفين في الطوابير منذ الصباح الباكر في انتظارك لتقدم لهم خدمة يستحقونها بينما أنت تغلق النافذة وتجتهد في أن تخدم الشخص القادم (بواسطة) ومسنود من طرف فلان بن فلان !

هذا هو واقع الحال في كثير من المرافق العامة ، بل وحتى الخاصة ، فالواسطة والمحسوبية أصبحت واقعاً معاشاً ومؤلماً شئنا أم أبينا ! والرضا بها وعنها يعتبر من أسوأ أنواع الفساد وأكثرها انتشاراً في مختلف المؤسسات العامة ، وهي ليست واقعاً مشوهاً وحسب بل هي سرطان ينهش في الخدمة العامة وينخرها كالسوس !

قد يقول قائل هناك جهات رقابية وهناك متابعة وهناك صناديق شكاوى وهناك لجان محاسبة وهناك قانون ! عفواً هل هناك ضمير؟ ان كل لجان وفرق الرقابة في كل العالم لن تفعل شيئاً وستظل عاجزة في مجابهة ثقافة الواسطة والمحسوبية ما لم يكن هو (ضمير) حي يقظ يخشى الله ويعرف حق الوطن ويراعي نظمه وقوانينه ولوائح العمل بكافة مرافقه ! إن أي رقابة ستكون عاجزة ما لم يكن المراقبون أنفسهم لهم (ضمائر حية) تستشعر وجود الله وتخشاه وتتقيه فالرقابة كأجهزة ادارية موجودة ولكنها هي نفسها تحتاج إلى من يراقبها إن لم تكن تمتلك ضمائر حية . فنحن لا تنقصنا الأجهزة الرقابية لكن ينقص الوعي بأهمية محاربة الممارسات الادارية والسلوكية (القاتلة) ، فالعلاج ليس في توسيع دائرة الرقابة ، وليس في سن مزيد من التشريعات والقوانين بل في أمر في غاية البساطة ألا وهو إيقاظ الضمائر الميتة .

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store