Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالرحمن سعد العرابي

ماذا تريد إيران؟!

A A
* إشارات متناقضة وفي كثير من الأحيان مبهمة تأتي من طهران حول طبيعة علاقاتها مع دول الجوار وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي والمملكة العربية السعودية تحديداً. ففي الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى عُمان والكويت قال بأن زيارته «تأتي في إطار سعي طهران لحل سوء الفهم مع دول الخليج «، هذا في الوقت الذي تقوم فيه إيران وبعلم كبار قادتها ومسؤوليها ومباركة المرشد الأعلى علي خامنئي بتنظيم والإشراف على معسكرات لتدريب مليشيات خارجية على يد قوات الحرس الثوري لنشرها في البلاد العربية المجاورة ،وتحديداً العراق وسوريا ولبنان والخليج العربي وتحت إمرة فيلق القدس،وهذه المليشيات طائفية بامتياز كما اتضح بالصوت والصورة والفعل في مليشيات الحشد الشعبي في العراق وقوات حزب الله اللبناني.

محللون رأوا في زيارة روحاني بداية انفراجة في علاقات دول الخليج العربي مع إيران خاصة وإشارات الود تُرسل من روحاني ومرافقيه ،كما أنهم رأوا في أن توقيت الزيارة وأسبابها والرغبة الظاهرية من تصريح روحاني بإزالة سوء الفهم مع دول الخليج إنما هي استجابة إيرانية للمتغيرات التي شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية بوصول إدارة جديدة وموقف رئيسها دونالد ترامب القوي ضد إيران ووصفها بأنها «الدولة الأولى الراعية للإرهاب»،في محاولة إيرانية لتخفيف الضغط والمعارضة حول سياساتها الخارجية.

المؤكد أن ألاعيب الساسة الإيرانيين ومحاولتهم استثمار الظروف وإطلاق تصاريح متناقضة لم يعد لها مكان في ظل وضوح حقائق دامغة وإدراك كامل من القوى الإقليمية والدولية بتلك الألاعيب ،فتصريح نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس في مؤتمر ميونيخ للأمن بأن: «إيران أكبر دولة راعية للإرهاب»،وتصريح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير «بأن إيران هي الراعي الرئيسي للإرهاب في العالم وقوة مزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط وتريد تدميرنا»،وبذات التوجُّه وصف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الدور الإيراني في المنطقة بأنه « يزعزع الاستقرار وخاصة أن طهران تسعى لنشر التشيُّع في سوريا والعراق «،كل ذلك تأكيد للإيرايين وللعالم أجمع أن سياسة التناقض ومحاولة الظهور بمظهر المسالم في الوقت الذي تقوم فيه إيران بدعم الإرهاب والتدخل العسكري وإرسال السلاح للعراق واليمن وسوريا والسعي لزعزعة الاستقرار في دول الخليج لم يعد مقبولاً أو ينطلي على أحد.

وإن كانت إيران وقادتها وسياسيوها وعسكريوها يريدون بالفعل تقريب وجهات النظر مع دول الخليج العربي وإقامة علاقات طبيعية معها فعليهم أولاً وقبل كل شيء التخلي عن أحلامهم التوسعية الفارسية وإيقاف تدخلاتهم في شؤون دول المنطقة وسحب كافة عناصرهم من العراق وسوريا ولبنان واليمن وإدراك بأن العلاقات الثنائية المتكافئة إنما تقوم أساساً على الندية واحترام حقوق الآخرين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store