Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز حسين الصويغ

«المكالم»!!

A A
إذا كان لبعض الكلام صفات حميدة تصفه، فإن هناك من الكلام ما يمكن أن نصفه بـ«زنا المكالم» حين يكون الكلام مجرد اجترار لنفس ما قيل من قبل، أو تزييف لحقائق، أو لوي أعناق أحداث لتوائم أهداف بعيدة عن مغزاها ومعناها.. فإن الكلام هنا يُصبح جريمة خطيرة تستحق إنزال أقصى العقوبة بصاحبها.

** **

إن التصريحات التي يُطلقها بعض المؤتمنين على إنجاز أهداف محددة للمؤسسات القائمين عليها، دونما تحقيق أي إنجاز على أرض الواقع، هي بمثابة زنا «المكالم».. والأولى بصاحب هذه التصريحات الكلامية تقديم استقالته، وترك الموقع الذي فشل في تقديم أي إنجاز حقيقي له، غير التصريحات التي تُجبرنا أن نقول له: «ما أحلاك ساكت».

** **

وإن الكلمات التي يُطلقها بعض الوُعَّاظ لحثِّ الناس في مناسبات الكرب والبلاء والكوارث للصبر والرضا بالواقع، إنما هي كلمات حق يُدافعون بها عن باطل، عندما يتغاضون عن الحديث عن تقصير المُكلَّفين بالشأن العام عن القيام بمسؤولياتهم. وما كان أجدر بهم لو خاطبوا المُقصِّر عوضا عن مخاطبة الضحية. وهم هنا إنما يرتكبون «زنا المكالم»، الأمر الذي يُجبرنا على أن نقول لهم: «ليتكم سكتم» عوضا عن التغرير بالناس.

** **

كلمة الحق هي تلك التي يهدف بها أصحابها إحقاق الحق.. لا الدفاع عن الباطل. يقول الله تعالي: (وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) (الأعراف 181). ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم، ولا من خالفهم، حتى تقوم الساعة».

- هناك فرق إذا بين الحق والباطل، وغير ذلك كذب وافتراء.

#نافذة:

(يا سادتي...

أعرف أن تهمتي

عقابها الإعدام

لكني

قتلت إذ قتلته

كل الذين منذ ألف عام

يزنون بالكلام).

نزار قباني

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store