Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
البتول الهاشمية

لماذا.. جدة ؟!

صهيل

A A
شارع الملك

جدة - السعودية

7:00 صباحًا

يُقال: إنه عند الصباح الباكر يبارك الله كل شيء

لكن نظرة واحدة إلى الدخان المتصاعد من محطة التحلية القريبة

كفيلة بأن تسخط الفكرة في رأسك

ويغص بها حلقك

ويبقى سؤال يلحُ بغضب

متى سيُدرك المسؤولون عن الصحة

أننا نموت ببطء من جرَّاء هذه الأبخرة السامة

وأن حلم الأهالي بجدة صار

أن يكبر أبناؤهم دون أن يموتوا بمرض الربو

متى سنحلم

أن تكون الأيام المقبلة أفضل من الماضية؟

******

ابحث عن اقتراض بعض المليارات أو يزيد

في خاطري إعادة بناء جدة القديمة

فكلما نظرت إلى تلك الحضارة المهدمة أشعر بالحيرة

لمصلحة مَن تبقى هذه الفوضى الخلَّاقة بدون فائدة

ولكن هكذا نحن

كلما عجزنا عن تفسير وضع أو قانون

أطلقنا عليها فوضى

ثم لنُداري جهلنا وقلة حيلتنا

أضفنا لها كلمة.. خلَّاقة

وها نحن ننتظر!

******

من فترة زارنا وفدٌ فرنسي لأعمال مشتركة

فقمنا بوضع خطة ترفيهية سياحية تشمل البحر وكورنيش جدة

إلا أنهم أصرّوا على زيارة ماما إيفا

استغربنا في البداية من هي ماما إيفا

وبعد السؤال والبحث علمنا أنهم يريدون زيارة مقبرة «أُمّنا حواء»

ويا للمفاجأة

كانت الصدمة تنتظرني قبلهم من هول المشهد

وسأدع لخيالكم الكريم رسم الصورة!

******

في متحف اللوفر بباريس يخيب حلم المرء عند رؤيته لوحة الموناليزا

لوحة دافينشي الخالدة

لوحة صغيرة بمساحة 30 × 21 إنشًا

وقد تتعجب لِمَ هي محاطة بهذا الكم من الغموض والحماية

ولكنك حين تعلم أنها تجلب لباريس ستة ملايين زائر سنويًا لمشاهدتها

أي بحاصل دخل سنوي ما يقارب 18 مليار يورو على أقل تقدير

سيزول تعجبك

صحيح أنهم أقوامٌ بائسون

نحن نضيّع مدنًا بحالها ولا يهتز لنا رمش

هم يعملون من الحبة قبة ثم مزارًا

ونحن نعمل من القبة.. حبة

ومن المزار أطلالا

لنبكي عليها وإلا كيف لنا أن نتباكى؟!

******

منذ عصر التاريخ

آدم وشيث

نوح والطوفان

إبراهيم وإسماعيل

الإسلام وقريش

الحجاج والعثمانيون

وها نحن بكل العلو والهبوط بالنفط

كل هذا الدمار والبناء

الهلاك والبعث

إلا أن جدة تبقى أمّكم الطيبة

تمد يدها لتمسح على رؤوسكم

لتطيّب خاطركم وتُبسّط أبجديات التفاخر بينكم

لتقول لكم

كلكم من آدم.. وحواء!

******

قال الماغوط مرة

هناك مصلحة مشتركة بيني وبين كل دمعة في بلادي

وأنا بالواقع أشعر بهذه المصلحة مع جدة

فلا تلوموني وارأفوا بها

إنها بوابة الحرمين

والله إنه مُسمَّى لو تعلمون عظيم!

******

«تحت الهوى»

رسالة لجدة

مثقلةٌ أنا بهمومك يا مدينتي

كريشة الغزالي....

غارقة بالأجوبة في بحر السؤال الكبييير!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store