يوم الرؤساء

بينما تظاهر عشرات الآلاف من المعارضين للرئيس الأمريكي ترامب في نيويورك يوم الثلاثاء 23 فبراير الماضي بالتزامن مع تجمعات مماثلة في مدن عدة في الولايات المتحدة التي أحيت «يوم الرؤساء»، كتب ترامب تغريدة جديدة، قال فيها: «يوم رؤساء سعيد! لنجعل أمريكا عظيمة مجددا».

** **

وإذا كنا قد اعتدنا في العالم العربي في السنوات الأخيرة مشاهدة مظاهرات تُندِّد ببعض الأنظمة والرؤساء، فإنها المرة الأولى -وفق علمي- التي يخرج في أمريكا جماهير كبيرة ترفع احتجاجات ضد رئيس مُنتخب، تقول فيها: «ترامب لست رئيسي»، وارتدى بعض المتظاهرين سترات عليها شعارات مناهضة له. بل وعلى غير العادة بالنسبة لأغلب الرؤساء الأمريكيين في أيامهم الأولى، تراجع التأييد لترامب إلى 40% حسب استطلاعات أجراها معهد «غالوب»، مما يُظهر أن المعارضة الشعبية للرئيس الجمهوري لا تزال على زخمها بعد مرور شهر على تنصيبه.

** **

وهكذا فإذا كانت أجهزة الاتصال والإعلام الحديثة قد ردمت الهوة بين شتى الدول والعوالم، فإنها -كما يبدو- أزالت أيضاً الهوة بين المشاعر والشعارات التي سمعتُ بعضها يتردَّد في الجوار العربي. علماً أن التظاهرات ضد ترامب لم تقتصر على الولايات المتحدة وحدها بل تعدتها إلى بريطانيا، حيث تظاهر الآلاف خارج البرلمان في لندن ضد الزيارة التي سيقوم بها ترامب إلى المملكة المتحدة.

وهكذا وبدلاً من أن يكون يوم الرؤساء هو يوم يحتفي به الأمريكيون بكل رؤسائهم السابقين والحاليين، تحوَّل إلى مناسبة للنيل من رئيسهم الجديد.

#نافذة:

(قالوا لحجا: لقد اشتعلت النار في دارك! قال: لا يهمني طالما راسي برّه!!).