Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

لاعب مشهور، وصالح المغمور!

A A
* (لاعِب كُرة قَدم سَابق) - مع التقدير لشخصه الكريم - يظهر في برنامج تلفزيوني، مؤكداً أنه في شبابه، وعند احترافِه قبض الملايين، ولكن سُوء تَصَرفه -الذي حَذّرَ غَيْرَهُ مِنْه - أضاعها، وهو اليوم يبدو فقيراً محتاجاً، مع أنه كما ذكر يمتلك بيتاً، وآخَر يُفيد من إيجاره (على قِلْتِه)، مضيفاً بأنه يجد دعماً ومساعدة مِن شخصيات ذكرها.

* تتناقَل حكايته العديد من وسائل الإعلام، وكذا مواقع التواصل الحديثة؛ يتباكى على حاله مجموعة من الإعلاميين (وهَذا حقهم) مطالبين بالاستماع إليه، وبتقديم العون له؛ باعتباره الآن عاطلاً عن العمل؛ مع أنه ما شاء الله مازال في شبابه وقُوته، مَتّعه الله بالصحة والعافية.

* وفي المقابل أستأذنكم باستضافة صَديقي - الذي لم يَستمع له أحَد - إنه (المواطن الشّاب صَالِح)، العمر؟ (24 سنة)، طَيَب ما مؤهلاتك الدراسية؟ (جامعي).

* هل بحثتَ عن وظيفة؟! (لقد أتعبتُ قَدَمَيّ في طلبها؛ فما مِن إعلان عنها إلا وركضتُ خلفه في مختلف المناطق والمحافظات، ولكن بلا نتيجة؛ فالفُرَص محدودة، والواسطة لها دورها).

* هل عندك منزل؟ (يا رَجُل أنا في لقمة العَيْش عَالَة على وَالِدِي الفقير)، وماذا عن «حَافِز»؟ (لقد مَدَّني بالقليل، ولكنه بعد سَنة ذهَب لغيري).

(أيها الشاب صَالح) بماذا تختم هذا اللقاء: التأكيد بأن هناك عشرات الألوف من شباب وفتيات الوطن يتأبطون مؤهلات علمية، ومع ذلك فهم (ضحايا) في مستنقع البطالة؛ فحاضرهم مُعَانَاة معَلوْمَة، ومستقبلهم غَيَاهِبُ مجهولة؛ ومع ذلك فصورتهم غائبة عن المشهد، فبرامج الفضاء، وتقارير الصحافة تتجاهلهم.

* وهنا بين (حكايتي ذاك اللاعِب وهذا الشاب) تبرز ظاهرة واضحة تسللت إلى الكثير من وسائل إعلامنا، عنوانها: الاحتفاء بنجوم الرياضة والتمثيل والغِناء المعاصرين، وتقديمهم كرموز وقُدوات للمجتمع، واستحضار قضايا السابقين منهم، والحَشْد لها بشتى الوسائل، ومختلف أدوات الدّعم.

* لتبقى الأسئلة: متى يُنصِفُ الإعلام شبابنا المخترعين والمبدعين والمُبادرين بخدمة مجتمعهم؟ ومتى تحضر قضايا مَن منهم يُعانون؟! لعل المؤسسات المعنية الحكومية والخاصة تُسَارع بنجدتهم؛ فليس كل مجتمعنا من أهل الفَن والطّرَب والرياضة يا سَادة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store