Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

دراسة أكاديمية تدعو لرصد الدوافع النفسية لنزيلات دور الملاحظة.. وتدريبهن على ضبط النفس

No Image

%99 من المواقف الانفعالية يتبعها ندم

A A
أكدت باحثة أكاديمية أن 99 %من المواقف الانفعالية التي نمر بها نقف بعدها لنمارس طقوس الندم و»اللطم النفسي»، متسائلين ماذا لو لم أكن قلت أو فعلت، متمنين وجود قوى خارقة لاستدراك الأمور وضبط النفس وانفعالاتها، والمحافظة على معايير عالية من السلوك والأفكار والتصورات وآليات التفكير التي تمكننا من الالتزام بكلّ ما هو صائب والابتعاد عن ارتكاب الأخطاء والحماقات التي تفقدنا السيطرة وتلقي بنا في مغبة الندم ودوامة الحسرة والتأسف.

وبينت الباحثة علياء الذبياني في بحث قدمته بعنوان ''فاعلية برنامج إرشادي باستخدام طريقة التحكم الذاتي في خفض بعض الانحرافات السلوكية لدى نزيلات دار الفتيات بمكة المكرمة'' إن المملكة العربية السعودية عنيت بتقديم هذه البرامج النفسية والتربوية القائمة على تنمية التحكم الذاتي وضبط النفس ضمن مؤسساتها الحكومية (دور الملاحظة الاجتماعية والسجون)، حيث تضطلع فيه بدور ريادي وقائي وعلاجي تهتم فيه بالعمل على إعادة تهيئة الفرد ليكون مواطناً ناجحاً يتمتع بتحكم في ذاته وقدرة على فهم سلوكياته ونقدها، فالفرد إن فهم ذاته أمكنه السيطرة عليها وتوجيهها وجهه صحيحه تمكنه من التغلب على الصعوبات من خلال وعيه بسلوكه. وقادر على أن يؤدي دوره بكفاءة في مجتمعه، وأن يكون ملتزما بقيم ومعايير ومبادئ هذا المجتمع وأهدافه.

وأشارت الباحثة في بحثها الذي حصلت بموجبه على درجة الماجستير من جامعة أم القرى وأشرف عليه الدكتور سالم المفرجي رئيس قسم علم النفس السابق إلى أن علم النفس الإيجابي هو مدخل وبوابة لاستعادة التوازن وتصحيح المسار ومنهج في الوقاية والعلاج، له جذور وروابط مع المدرسة الإنسانية التي تؤمن بقوة الإنسان ورقي ذاته،

ويعتبر علم النفس الإيجابي هو المدخل الوقائي والعلاجي لاكتشاف مكامن القوة الإنسانية وتنميتها وتعظيمها فيساعد في عملية العلاج ويبني جدران الوقاية، فهو يمثل نموذج الصحة والسواء فيركز على أوجه القوة عند الإنسان لا أوجه القصور، وعلى الفرص للتعامل معها أكثر من التهديدات، وعلى تعزيز الإمكانات بدلا من الانحسار على معالجة العجز. وقد اتيح المجال للباحثين والأكاديميين لدراسة الأثر المترتب على هذه البرامج النفسية التي تعد ضمن الاتجاه الحديث للدراسات النفسية التي تركز على تنمية الصفات الإيجابية في الشخصية وقياس مدى فعاليتها. وقد قدمت العديد من الأبحاث في هذا المجال.

واعتمدت الدراسة على المنهج العلمي ''شبه التجريبي»، وأعدت الباحثة من خلالها برنامجا إرشاديًا يعتمد على نظرية التحكم الذاتي تم تحكيمه من خلال متخصصين في مجال الإرشاد النفسي والصحة النفسية في الجامعات السعودية، وبينت نتائج الدراسة أن تأثير البرنامج الإرشادي كان عالياً وأثمر عنه ارتفاع في مستويات التحكم والضبط الذاتي لدى النزيلات وانخفاض في مستوى السلوكيات المنحرفة لديهن.

وشددت الباحثة على أهمية تطبيق البرامج الإرشادية في مؤسسات الرعاية والأحداث والعناية بتنمية مهارات الضبط الذاتي، وإكساب النزلاء والنزيلات المهارات والخبرات التي تحقق لهم الاستقرار في الحياة وتزيد من الولاء والانتماء والتماسك وتنامي المسؤولية الاجتماعية والشخصية والسلوكية، وتكثيف البرامج الإرشادية السلوكية والمعرفية التي تهدف لتوعية النزيلات بأهمية ضبط الذات وتنمية مهارات التحكم الذاتي حتى لا تعود للانحرافات السلوكية مرة أخرى، والتعرف على الاحتياجات النفسية والاجتماعية للنزيلات والدوافع التي دفعتهن لمثل هذه السلوكيات من خلال دراسات نفسية واجتماعية، وضرورة تطبيق برامج إرشادية أسرية تهدف لمواجهة مشكلة تقبل النزيلات واحتوائهن بعد خروجهن من المؤسسة، موضحة أن النبذ الأسري الذي يحدث غالبا يؤدي بنتائج عكسية وانتكاسة للفتاة وبالتالي تكرر عودتها للمؤسسة الرعاية.

وأوصت الباحثة أنه على القائمين على قضايا الفتيات من مؤسسات تعليمية واجتماعية وإعلامية وضع خطط تسهم في تحقيق النمو السوي للفتيات والوصول بها إلى أعلى مستوى ممكن من تكامل الشخصية ونموها نموًا إيجابيا، وتكثيف البرامج الإرشادية والتوعية للفتيات فهن جزء من المجتمع وتقوم عليهن حضارة هذا المجتمع ومستقبله. وبالتالي يجب تفعيل دور الخدمات الإرشادية المدرسية المتخصصة للفتيات في مراحل التعليم المختلفة والاكتشاف والتدخل المبكر لمواجهة الانحرافات السلوكية وتقديم المساعدات الإرشادية في وقتها المناسب لتجنب زيادة مستوى الانحرافات السلوكية وتأثيراتها المختلفة، وتفعيل الدور المناط بالأخصائيات الاجتماعيات والنفسيات العاملات في مؤسسة رعاية الفتيات، ورفع مستواهن من خلال إخضاعهن لدورات وبرامج في مجالات التدريب على التحكم الذاتي، وتطبيق فنيات تعديل السلوك المختلفة بصورة مستمرة في علاج المشكلات السلوكية باستخدام التعزيز أو فنيات تعديل السلوك المختلفة.

إعداد برامج إرشادية للوالدين والمعلمين وذلك لتوعيتهن بأبرز مظاهر الانحرافات وأساليب التعامل معها عند ظهورها.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store