Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عاصم حمدان

المعلمي ومحدوديَّة الكفاءات الدبلوماسية

رؤية فكرية

A A
* حملت صحيفة الحياة الدوليَّة، في عددها الصادر بتاريخ 13 فبراير 2017م، عنوانًا مثيرًا لتصريح أدلى به السفير المثقف عبدالله المعلمي على خلفية الاجتماع العام لرؤساء البعثات في الخارج، حيث انتقد المعلمي مستوى الكفاءة الفرديَّة لدى الدبلوماسي السعودي على مختلف المستويات، وكان النقاش حول هذا الموضوع لا يتجاوز حدود الهمس، ولكنَّ الحسَّ الإعلاميَّ لدى السفير المعلمي جعل الباب مفتوحًا على مصراعيه لمناقشة موضوع شديد الصلة بما يشهده العالم من أحداث تتطلَّب حضورًا فاعلاً، وهي أحداث يتداخل فيها السياسي بالاقتصادي، والفكري بالثقافي.

* ومعلوم أنَّ هناك قدرات دبلوماسية وطنيَّة فاعلة ومؤثرة، وشخصيًّا أعتبرُ المعلمي في هذه الحقبة واحدًا منها، ويمكن التدليل بشخصيَّات ديبلوماسيَّة سعودية من الماضي والحاضر، حيث يقفز إلى الذهن اسم الدكتور غازي القصيبي -رحمه الله- الذي عمل سفيرًا في أماكن عدَّة، كان من أبرزها المملكة المتحدة البريطانية، ومَن يقرأ كتاب القصيبي الموسوم «الوزير المرافق» يذهله إلمام القصيبي بكثير من جوانب الحياة السياسيَّة البريطانيَّة، وكان قادرًا على نقل صور حيَّة لدبلوماسيين إنجليز في الحقبة الماضية مثل: هارولد ويلسون، ودينيس هيلي، والمُنظِّر اليساري الراحل توني بين، إضافة إلى معرفته بالزخم الفكري والإعلامي في شارع الصحافة البريطاني، والذي يُعتبر من أكثر المحطات الإعلاميَّة الغربيَّة حضورًا في أدائه المهني، وتُعتبر صحف مثل: الديلي تلغراف، والجارديان، والتايمز، والصن داي تايمز، والفايننشيال تايمز من المرجعيَّات الصحافيَّة التي تتجاوز حدود المملكة المتحدة إلى فضاء أكثر عالميَّة، دون أن نغفل وجود شيء من التحيُّز وخصوصًا فيما يتَّصل بقضيَّة الصراع العربي/ الإسرائيلي، وهو ما رصده الإعلاميَّان الراحلان مايكل آدمز Adams، واللورد كريستوفر مايهو Mayhew، في المصدر الهام والموسوم: TheMiddle East, Cover -Upأي «التعمية على حقائق الشرق الأوسط».

ويمكن القول إنَّ الانخراط في الحياة الفكريَّة والثقافيَّة للبلد الذي تقوم فيه البعثة الدبلوماسيَّة من أهم ما يتطلَّب التأكيد عليه في هذه المرحلة.

* كما تبرز إلى جانب شخصيَّة القصيبي -رحمه الله- السياسيَّة، شخصيات أخرى، يأتي في مقدمتها شخصيَّة السفير الدكتور عبدالعزيز خوجة، فهو من خلال شخصيَّة المثقف والأديب لفت الأنظار إلى ما نقدِّمه من إنجازات على كافة الأصعدة، وخصوصًا لجهة دعم القضايا العربيَّة والإسلاميَّة.

* وفي الختام لابدَّ من الإشارة إلى أن سفراء وقناصل الدول الغربيَّة يقومون بزيارات للمؤسَّسات الصحافيَّة والإعلاميَّة في البلاد التي يؤدُّون عملهم فيها، ويقدِّمون تقارير للجهات المختصَّة في بلادهم، وربما انطلق الخبر من دولة غربيَّة قبل أن يتحرَّك من مصدره الأصلي، الذي يخرج بعد أن يكون أمرًا شائعًا، ويفقد زخمه وفاعليَّته وتأثيره.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store