Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن فتيحي

قصور وإعجاب

شمس وظل

A A
يحفظ الإخوة المثقفون كثيرًا من المؤلَّفات الأجنبيَّة التي تحمل أسماء كُتَّاب ومُفكِّرين في مجالات مختلفة من الحياة..

وقد استوقفني ذلك الفهم العميق للموضوع الذي يُثار حول فِكر يتمتَّع صاحبه بالتوجُّه الصالح، والعلم النافع..

هنا أتكلَّم عن أولئك الذين جابوا الأرض، وأمتعوها فخرًا واعتزازًا لقرَّائهم، وأضافوا لمن يعجب بها فهمًا عميقًا لتجربة وخبرة مَن كتبها..

ولنُعطي مثلاً عن بعض ما يُباع في العالم من كتب اجتاحت، وبلغ مبيعها الملايين.. كتب مثل (تعاليم الشخصيَّة)، (إدارة وتسويق)، (تخطيط وتطوير)، (إدارة أزمات)... إلخ.

كل هذه وغيرها كثير يغزو الأسواق العالميَّة والمحليَّة على حد سواء.. وكل مفهوم لما يكون في هذا المجال يجعل صاحبه أكثر عمقًا.. وأقرب استماعًا.. وأجمل صورةً.. حتَّى يخاف من أنَّاته أن تنفجر..

لا بأس في ذلك.. ولكنِّي هنا أودُّ أن أُذِّكر الإخوة الكرام..

رحمة الله للعالمين.. سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم (لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)..

عليك أيُّها المثقف الممتلىء علمًا بما كتب فلاسفة العصر.. ومفكرون وشعراء.. ومنظِّرون وباحثون.. استمع لهم، وافهم ما تشاء..

وأؤكد لك أنَّك إذا استمعت وقرأت وفهمت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لاستطعت أن تكون أكثر فائدة منهم.. وأجزل عطاءً.. وأقرب إلى الله توفيقًا..

وعندما أكتب هنا.. أزعم أنَّني قارئ لتلك الكتب.. لا أقل قراءة عمَّن طبَّقها، وآمن وانتصر بها.. وجعلها بين ثنايا حديثه ممتلئة بأسماء أصحابها..

ولا أنكر أنَّه في فهم ما يكتب ويقرأ.. عليه أن يعطي القدر نفسه لقراءة عن سيد الخلق.. سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.. ليرى بأمِّ عينه أنَّ ما قرأه لهؤلاء ليس جديدًا.. وليس إضافةً له..

إنما قصوره عن فهم رسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.. أوصله إلى الإعجاب بما يقرأ لغيره.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store