Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

لأجل الوادي يا أهلي!!

A A
تأهُّلُ نادي وِجّ (من الطائف) لأوَّل مرَّة في تاريخه لدور الثمانية في كأس خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم، وملاقاته للنادي الأهلي، جعلني أستعيدُ ذكريات الطفولة!.

كان بيتُنا يطلُّ على وادي وِجّ الذي اقتبس النادي اسمَه منه، وكان الوادي يُسمَّى (المسيال)؛ لأنَّ سيول الأمطار تجتمع وتجري فيه مثل النهر، وتشقُّ الطائف، فمن كان بيته في ضفَّة ومدرسته في الضفَّة الثانية فهذا يعني استمتاعه بإجازة حتى تغيض السيول، وله اسم آخر هو (الخريق) لأنَّ طلَّاب المدارس يتواعدون على اللقاء فيه بعد الصرْفة للمضاربة قائلين لبعضهم: (إن كنت شاطر طُبّ الخريق) وأنا ممَّن طبّيْته وذُقْتُ فيه العلْقات الأليمة!.

وكانت بساتين العنب تنتشر على ضفافه، وكم شهِدْتُ من عين ماء تفجَّرت فيه وجرى منها ماءٌ باردٌ يروي الظمآن ويُنعش الروح، وعلى أحد ربواته الظليلة يوجد مسجد الكوع الذي استراح في مكانه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم وأكل فيه العنب، وحلاوة عنب الطائف هي ببركة أكل النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم منه!.

وقد تغزَّل الشعراء في الوادي ونسماته الممزوجة برذاذ المطر، وما زلت أحفظ بيت شعر رائعًا عنه هو:

لم أزَلْ مُشتاقًا إلى جوِّ وِجٍّ..

فسقى الله أوْجَ وِجٍّ الغَمَامَا..

وفي الصيف كان للملك فيصل -يرحمه الله- مجالس في الوادي بصحبة العلماء والأعيان، وكُنَّا ونحن صغار نراه في سيَّارته يشقُّ الوادي بدون أيِّ حراسة، فكُنَّا نُحيِّيه ويُحيِّينا في مشهد حبٍّ عفويٍّ وصادقٍ!.

لأجل هذه الذكريات الجميلة، ما يُضير نادي الأهلي، وهو النادي المشهور المُشبَّع بالبطولات أن يسمح للنادي المغمور الذي أعشق اسمه بأن يهزمه؟ إن لم يكن لأجلي، فلأجل الوادي الجميل الذي شوَّهت البلديَّة طبيعته، وجعلته أسفلتًا وشوارع صاخبة، ويحتاج لرفع معنوية!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store