Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد سعيد درباس

مسلسل مأساوي!

A A
* «الاشياءُ الجيِّدةُ هي التي تقاومُ مدَّة أطول من غيرها».

* استوقفني قبل أسبوع، أو نحو من ذلك، خبر وفاة أحد المواطنين جرَّاء حادث مروري، ونجمت الوفاة عن رفض جلِّ المستشفيات -منها للأسف مستشفى حكومي كبير في مدينة جدَّة- قبول المُصاب، وتعذَّرت مستشفيات أخر بأنَّ تجهيزاتها ليست على الدرجة المطلوبة لكي لا نقول الكفاءة للتعامل مع الحالة الطارئة، هكذا مستشفيات كبرى ينبغي إعادة النظر في تراخيصها، وتقويم أوضاعها وتقييم كفاءتها.

اللافت للنظر أنّ واحدًا من المستشفيات الأربعة وهو مستشفى خاص في جدَّة طلب مقدَّمًا (150) ألف ريال، نعم مئة وخمسين ألف ريال.. ريال ينطح ريالاً؛ لكي يناظر الحالة الحرجة، ويعمل ما بوسعه لإنقاذ حياة المصاب إن كانت الحياة مكتوبة له، إذ يتعذَّر على كائن مَن كان أن يحققَ هذا المطلب المادي في حينه حتَّى ولو كان من المقتدرين! أيّ من ذوي الدخل العفيف المستورين، على أيِّ حال انتهى المسلسل المأساوي بوفاة المصاب، وانتقاله إلى رحمة الله الواسعة. والعجيب أنَّ وزارة الصحة لم تعلِّق أو حتَّى تعقِّب على الحادثة والتي نشرت جريدة عكاظ تفاصيلها المحزنة آنئذٍ.

المستشفيات سواء كانت خاصة، أو حتَّى حكوميَّة ينبغي التشديد عليها، بل وإجبارها بقوَّة النظام على قبول الحالات الطارئة دونما تردُّد، أو حتَّى مساومة كما هو حاصل الآن.

كم كانت فرحة المواطنين غامرة عندما تولى مقاليد وزارة الصحة الدكتور توفيق الربيعة، وعقد الناس الآمال على أن مستشفيات الوزارة ومدنها الطبيَّة ومراكزها الصحيَّة في الطريق إلى نقلة نوعيَّة غير مسبوقة، إلاَّ أنَّ الواقع يشي إلى غير ذلك.. ومن الأشياء العجيبة أن مراكز الصحَّة الأوليَّة عند الاضطرار لمراجعتها تطلب من المراجع المواطن أشياء لا يمكن وصفها بأقل أنَّها مضحكة لكي لا نقول سخيفة منها صورة من عقد الإيجار، أو صك المنزل، صورة من فاتورة الكهرباء، ولم يبقَ إلاَّ أن يطلبوا شهادة الميلاد، وورقة تعريف من العمدة.. يا لها من مفارقة عجيبة!

* ضوء:

(الصحَّةُ تاجٌ علَى رؤوسِ الأصحاءِ لا يراهَا إلاَّ المرضَى)

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store