Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

عبدالله بن مهدي.. ظاهرة إدارية وتربوية فذة

No Image

A A
رحم اللهُ أستاذي الجليل الأستاذ عبدالله بن محمد مهدي الغامدي، وأجزل مثوبته، وأعلى مقامه عنده، وسيظل في دنيانا ظاهرةً تربويَّةً فذَّةً على مستوى المملكة العربيَّة السعوديَّة، حيث تمثَّلت فيه -رحمه الله- جميع القيم التربويَّة الأصيلة، التي تتطلَّبها مهنة التعليم؛ فقد كان يتميَّز بتكوينه العلمي الراسخ، وكان متمكنًا من مادته العلميَّة، ومعروفًا بثقافته الواسعة، وشخصيَّته المحببة لجميع الطلاب، وقيادته الحكيمة والموفقة في جميع مراحل عمله الإداري، يُضاف إلى ذلك ما كان يتَّسم به -رحمه الله- من قيم أخلاقيَّة راسخة، جعلت منه قدوةً حسنةً لطلابه، والعاملين معه، وأنموذجًا فريدًا بين التربويين.

إنَّ تلاميذه وطلابه يشهدون جميعهم له بهذه الصفات الحميدة، وبالتأثر بشخصيَّته القياديَّة المتوازنة، وهم منتشرون تحت كل سماء في مملكتنا الحبيبة. والشيء المميَّز في شخصيَّته -رحمه الله- أنَّ التعليم عنده لم يكن مهنة للعيش، وتحصيل الرزق، بل كان رسالة مقدَّسة، رسالة دينيَّة وأخلاقيَّة ووطنيَّة، يؤدِّيها بإيمان وشغف وإخلاص، ولعلِّي لا أبالغ إذا قلتُ إنَّه جدير بأن يكون مادةً غنيَّةً لدراسة علميَّة تربويَّة جادَّة في إحدى كليَّاتنا التربويَّة.

أمَّا عبدالله بن مهدي الإنسان، فقد كان -رحمه الله- متدينًا من غير تزمُّت، ملتزمًا بالاستقامة والاعتدال، فاعلاً للخير، حريصًا على أداء الطاعات، وكان غايةً في الكرم، دائمَ الابتسامة، رقيقَ الجانب، محبًّا للجميع، مبادرًا بأعمال البر، بارًّا بوالديه، واصلاً للرحم، وفيًّا لأصدقائه، ناصحًا لأقربائه، هاشًّا باشًّا لكلِّ مَن يقابله ويلقاه!

لقد خسرنا بفقده، عَلَمًا تعليميًّا وتربويًّا كبيرًا، يعزُّ وجود نظيره في هذه الأيام، ولكنَّها سُنَّة الحياة، وكلُّ مَن علَيهَا فَانٍ، وَيَبقَى وجْهُ ربِّكَ ذُو الجَلالِ والإِكْرامِ.

رحمَ اللهُ الأستاذَ عبدالله مهدي رحمةً واسعةً، وخلفه في عقبه خيرًا، وجبر مصابنا جميعًا، ولا نقول إلاَّ ما يرضِي ربنا، والحمدُ للهِ رب العالمين.

سعيد بن أحمد الأفندي

عميد معهد الدراسات العُليا التربويَّة

جامعة الملك عبدالعزيز

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store