Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسين أبو راشد

نصيحة رجل مثقف لابنه

A A
هذه رسالة وصلتني عبر أحد الأصدقاء، وطلب منّي نشرها في مقالي؛ لتعمَّ الفائدةُ الجميعَ من معانيها وحكمتها:

قال رجلٌ صالحٌ ابنه: يا بنيَّ أريدُ أنْ أنصحَ لكَ، فاسمعْ عنِّي تغنمْ في الدُّنيَا والآخرةِ.

قال الابنُ: يا أبتِ قلْ تجدني لكَ صاغيًا..

فقال الرجلُ الصالحُ:

«يا بُنيَّ ﻻ عقلَ لمَن ﻻ وفاءَ له، وﻻ مروءةَ لمَن ﻻ صدقَ له، وﻻ علمَ لمَن لا رغبةَ له، وﻻ كرَم لمَن لا حياءَ له، وﻻ توبةَ لمَن لا توفيقَ له، وﻻ كنزَ أنفع من العلمِ، وﻻ مالَ أربح من الحلمِ، وﻻ حسبَ أرفع من الأدبِ، وﻻ رفيقَ أزكى من العقلِ، وﻻ دليلَ أوضح من الموتِ، وﻻ كرمَ أنفع من تركِ المعاصي، وﻻ حملَ أثقل من الذنوبِ، وﻻ عبادةَ أفضل من التفكُّرِ، وﻻ شرَّ أشر من الكذبِ، وﻻ تكبَّرَ أكبر من الحمقِ، وﻻ فقرَ أضرّ من الجهلِ، وﻻ ذلَّ أذل من الطمعِ، وﻻ عارَ أقبح من البخلِ، وﻻ غنَى أغنى من القناعةِ.

يا بُنيَّ مَن صارعَ الحقَّ انهزم، ومَن تعرَّض لهتكِ أعراض المسلمين هتكَ اللهُ عرضَه، ومَن أعجب برأيه ضلّ، ومَن تكبَّرَ على الناسِ ذل، ومَن شاور لم يندمْ، ومَن جالسَ العلماءِ وقر، ومَن جالس السفهاءِ حقر، ومَن قلَّ كلامه حمدت عاقبتُه، ومَن عُرف بالكذبِ لم يصدق، ومَن طاوعَ شهوته فضحتُه، ومَن لمْ يعرف مقاديرَ الرجالِ فالحقه بالبهائم.

يا بُنيَّ إنِّى ذقتُ الطيِّبات فلم أجدْ ألذَّ من العافيةِ، وذقتُ المراراتِ فلم أجدْ أمرَّ من الحاجةِ للنَّاسِ، ونقلتُ الحديدَ والصخرَ فلم أجدْ أثقلَ من الدّينِ.

يا بُنيَّ إذا جاوركَ قومٌ فغضَّ طرفك عن محارمهم، ومَن أساءَ اليك فأحسنْ إليه.

يا بُنيَّ ازرع الجميلَ تحصد الجزيلَ، واصحب الأخيارَ وتجنَّب الأشرارَ، لأنَّ الأخيارَ إنْ صاحبتهم رفعوك، وإنْ ظلمك النَّاسُ نصروك، وإنْ تكلَّمت سمعوك، أمَّا الأشرارُ إنْ صاحبتهم وضعوك، وإنْ أمنتهم خدعوك، وإنْ اطَّلعوا على سرِّك فضحوك، وإنْ استغنوا عنك تركوك.

يا بُنيَّ انظر إلى مَن هُو فوقك في الدِّين والأخلاق، وإلى مَن هُو تحتك من المالِ، وعليك بالندامةِ على الذنبِ، وأذكر اللهَ بالعشيِّ والإبكار، إذا رماكَ النَّاسُ بالطوبِ، فاجمعْ هذا الطوب لتسهمَ في تعميرِ بيتٍ، وإذا رموكَ بالزهورِ فوزِّعها علَى الذين علَّموك».

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store