مستشفى الإحسان

سبق وأن نشرت «المدينة» بتاريخ 17 ربيع أول 1438هـ خبرًا يقول: «شارك فريق طبي سعودي في حملة مجانية لعلاج مرضى القلب من الأطفال الفقراء في مصر وأجرى 120 عملية قلب مفتوح لهم» وبتاريخ 20 /5 /1438هـ نشرت موضوعًا آخر جاء فيه: أن مجموعة من أطباء القلب في جدة أطلقوا خدمة جديدة للمرضى بمسمى (جدة للعناية بمرضى القلب) من مواطنين ومقيمين لتسهيل علاجهم ووصولهم إلى الأطباء المختصين بل ولتوفير الدعم المادي لهم إن لزم الأمر وما ذلك إلا بسبب الروتين والانتظار الطويل في المواعيد بالمستشفيات..

الحقيقة أن حصول هذه الأريحية من الفرقتين لا شك أنه ينم عن ضمائر حية وأنفس محبة للخير وقلوب تغشاها الرحمة للرأفة بمرضى القلب أين كانوا ولكني أعتب على الفريق الطبي السعودي الأول أن يكونوا ضمن حملة في بلاد غنية بأطبائها بل إن في وطنهم فائضا من الأطباء بدليل وجودهم في وطننا بأعداد كبيرة وهم أولى بتطبيب أبناء وطنهم وخاصة الفقراء منهم.. لذا أقول بل أؤكد أن أبناء وطننا أولى بالعناية الطبية من غيرهم، أما لو كان عمل أطبائنا هذا بأحد الدول الإفريقية الفقيرة كالصومال فقد نتغاضى بل ونشكرهم.

أما بالنسبة لأطباء القلب بمجموعة (جدة للعناية بمرضى القلب) فلا شك أن هذا هو مكانه الحقيقي فأبناء الوطن أولى من غيرهم بأطبائهم وعمل هذا الفريق بمثابة البر والصلة كما فى حديث الزكاة أو الصدقة على القريب حتى وإن كانت العناية للمقيم مع المواطن لأن للمقيم حقا علينا أيضا ولذا يستحسن بل أدعو إلى أن يجتمع أطباء الفريقين ليكونوا أسرة واحدة (كالأطباء بلا حدود) لعلاج المواطنين والمقيمين خاصة في مستشفى خاص يقيمه رجال الأعمال والموسرون تحت مسمى مستشفى الإحسان أو المستشفى الخيري فكثيرًا ما نرى مرضى مقيمين يتألمون ولا يجدون العلاج المطلوب لعدم تمكنهم ماديًا.